لطالما كان الناس يتجاهلون الحقائق المؤلمة في حياتهم حتى يستطيعون العيش بسلام. لكن هناك فرق شاسع بين تجاهل هذه الحقائق ورفضها. إن ما نتكلم عنه هنا هي أمور حتمية الحدوث وليست مجرد أحداث بسيطة نستطيع تفاديها بشكل أو بآخر.
أولًا: كما يقول الفيلسوف والعالم سيجموند فرويد؛ أن الهدف من الحياة هو الموت، فجميعنا سنموت في النهاية. إن ذروة قصتنا خي الموت، ولعل الأصعب من ذلك هي أننا سنخسر من نحب أيضًا بنفس الطريقة، لذا علينا التوقف عن تجاهل الأمر واغتنام الفرصة لنعطي الحب، فحقيقة أن العمر البشري قصير لا يمكن إنكارها.
ثانيًا: أن أغلبيتنا ستشيخ وستُعاني قبل الموت.
ثالثًا: الصراع من أجل البقاء والوجود. فحقيقة الموت لا تنفي أن قبلها حياة، والحياة بحاجة لنضال وكفاح دائم لأن كل ما تملكه مؤقت.
رابعًا: إن كل ما تصنعه في حياتك لن تأخذه معك. فلن تجد شهاداتك العلمية، أو ثروتك التي تعبت لأجلها، أو حتى أي علاقة مررت بها إلى جانبك على فراش الموت مهما كانت هذه الأشياء قريبة إليك.
خامسًا: لا يمكن للحياة أن تخلو من الشر. مهما حاولنا تجنّبه إلا أن الشر موجود في كل مكان وزمان لكنه ينتشر بمقادير مختلفة. فلا يمكنك الوصول للنهاية بلا عقبات مهما بلغت من الفطنة.
سادسًا: ثروتك التي تسعى لجمعها لن تجعلك سعيدًا. مهما كنت محظوظًا لتملك أرقامًا هائلة من المال فلن يستطيع الأخير أن يخلق شيءً لم يوجد أصلًا.
سابعًا: المحاولات الهوسية لجعل الجميع سعداء ستضيع دائمًا هباءًا. السعي وراء هذه الغاية لا يسبب سوى فقدان الشخص لذاته، لأنه من المستحيل يومٍا أن يتفق الجميع على شيء.
ثامنًا: لا يمكن لشخص -أو حتى شيء- أن يكون مثاليًا. إخضاع كل شخص وشيء لمعايير المثالية هو تصرف غير واقعي ولا يؤتي غير المعاناة، هذا إلى جانب أنه يملأ النفس بمشاعر الغضب ونقد الذات دائمًا من الداخل.
تاسعًا: الحاضر هو الوقت الوحيد الذي بين يديك. فمهما حاولت لن تستطيع تغيير الماضي أو استحضار المستقبل، فتوقف عن إضاعة دقائقك الثمينة.
عاشرًا: انشغالك المستمر لا يعني الإنتاج. لذا الشعور الدائم بالإنشغال لا يجب أن يكون همك الأول، عليك البحث عن ما هو إنتاجي لتجعل لحياتك ووقتك القليل مغزى.
الحادي عشر: لا يهم ما تحمل من مشاعر عظيمة، فتلك دائمًا بحاجة إليك للاعتراف بها.
الثاني عشر: لا يمكننا دائمًا تحمل النقد. نجد دائما أنفسنا في صراع للبحث عن نقاط ضعف الطرف الآخر لندافع بها عن أنفسنا. إن نقاط ضعفنا هي نقاط قوتنا.
إن كثرة الحقائق المؤلمة في حياتنا ما هو إلا واقع، وإن حقيقة أن على الجميع تقبلها كم هي هو أمر حتمي. لكن هذا لا يعني الرضوخ والجلوس انتظارًا للموت، بل بإمكاننا استغلال هذه المعرفة حتى نستثمر بوقتنا وحياتنا.