لا نستطيع التعميم في هذا الموضوع لأنه لا يشترط أن يكون كل مراهق يعاني من هذه المشكلة، خصوصا إن كان يمتلك عائلة تتفهم جميع التغيرات الحاصلة في جسد ونفسية وتفكير ابنهم.
ولكن لنتحدث قليلا عن أسباب قلة التركيز ومنها:
- التغيرات الجسدية: عندما يبدأ جسد الشاب أو الفتاة بالتغير يبدأ يفكر كثيرا بهذا الموضوع وما سيحدث معه في هذه المرحلة، خصوصا إن لم يكن على علم من قبل أن هناك تغيرات سيمر بها في حياته وخصوصا أن هويته الجنسية بدأت بالتشكل. وبدء الدورة عند معظم الفتيات في هذه المرحلة وبلوغ الشاب كل هذه التغيرات من شأنها أن تحدث خللاً في تركيز المراهق فتجده شارداً أغلب الوقت وإن طُلب منه أمر لا يركز فيه.
- التغيرات النفسية: من الطبيعي في المرحلة هذه أن تحدث تغيرات كبيرة وصادمة بالنسبة للمراهق خصوصا مع التغيرات الحاصلة في جسده. وأي تغيير يحدث لدى الإنسان يكون غريباً وغير محبب حتى لو كان هذا التغير طبيعياً وضمن مرحلة حياتية ويمر فيها كل الناس. فالشاب يصبح أكثر عصبية وتكون انفعالاته قوية جدا وحتى على أتفه الأمور، بينما الفتاة تصبح أكثر حياءً وخجلاً خصوصا بسبب ظهور الثدي لديها بشكل لافت للانتباه فتسعى لأن تخفي نفسها، فكل هذه التغييرات تجعل المراهق أقل تركيز وأقل نشاطاً.
- الأهل والتربية: عندما يكون الأهل أقل وعياً مع أبنائهم في هذه الفترة فإنه من الطبيعي أن يتسببوا لأبنائهم بقصور في التركيز وحتى قلة الثقة بالنفس، والسبب في ذلك أنه عندما يصل الطفل إلى هذه المرحلة يصبح لديه فجأة دون تحضير لنفسية المراهق بأنك أصبحت رجلاً وأصبحتِ فتاة بالغة عليكما الانتباه من أي تصرف. وتبدأ المحاسبة أكثر لهم والممنوعات تزيد ولا يراعي الأهل أن التراجع الذي يحصل في بداية مرحلة المراهقة في المدرسة ونتائجهم الدراسية سببها خطب ما يجب الانتباه له. وكلما زاد ضغط الأهل فقد المراهق تركيزه سواء في الدراسة أو حتى في تصرفاته اليومية.
- العلاقات: العلاقات تشتمل على نوعين الأصدقاء والميل للجنس الآخر والرغبة في لفت انتباه الطرف المقابل، فمن أكثر الأمور التي تفقد المراهق تركيزه هي محاولة بناء علاقات اجتماعية كبيرة والحفاظ على أصدقاء جيدين، خصوصا أن مرحلة المراهقة بالنسبة لكل مراهق مرحلة مهمة لفرض السيطرة وحب الأصدقاء. وتجد المراهق لا يستمع لنصائح أهله ولكن إن طلب منه أحد أصدقائه أي أمر، أو نصحه بشيء معين تجده يستمع إليه بكل اهتمام. أما فيما يتعلق بالعلاقات مع الطرف الآخر فهي مهلكة نفسيا، خصوصا أن المراهقين الذكور والإناث لا يعرفون التعبير عن أنفسهم ولا يميزون بين الحب والإعجاب فيقع ضحية مشاعر لم يستوعبها أو فسرها بطريقة خاطئة فمن الطبيعي أن يفقد تركيزه وليس فقط أن يقل.