قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في آية "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" أنه دخل فيها أوقات الصلاة الخمسة. وأسماء الصلوات الخمس قادم من أوقاتها.
وتسمية الصلوات الخمسة بأسمائها المعروفة اليوم من الأمور التي تصل حد التواتر في الكتاب والسنة، وهذا لا اختلاف فيه بين المسلمين عامة وخاصة.
وأما ما ورد في الآية السابقة، فقوله تعالى: " لدلوك الشمس إلى غسق الليل" أي ظلامه، وقيل: غروب الشمس، أخذ منه الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وقوله تعالى: " وقرآن الفجر" يعني: صلاة الفجر.
وقد وردت أوقات الصلاة في حديث نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: " وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرْ الْعَصْرُ وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ".
ففي هذا الحديث تبيين أوقات الصلاة بناء على الشمس، وأما تحديدها بالساعة فإنه يختلف من مكان لآخر باختلاف الأوقات بين البلدان.
والصلوات الخمس مفروضة على العبد في اليوم والليلة مؤقتة بأوقاتها، ليكون العبد على صلة دائمة بربه عز وجل. والحكمة من تفريق أوقات الصلوات، أن لا يحصل ثقل على العبد أثناء تأديتها، وحتى يبقى العبد مرتبطاً بالله في كل أوقات اليوم، ويتذكر أن كل ما في الحياة يرتبط بالله،ومواقيت الصلاة تؤكد على ذلك.
المصدر
الإسلام سؤال وجواب