متى شرعت صلاة الشفع ولماذا سميت بهذا الاسم

2 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
صلاة الشفع ليست علماً على صلاة خاصة في الأصل لأن الشفع هو الزوج وهو عكس الوتر فكل صلاة ركعتي نافلة يمكن عدهما شفعاً، لكن ورد في حديث تخصيصهما بالركعتين اللتين تسبقان ركعة الوتر ، كما جاء في الحديث عن ابن عمر: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفصل الشفع والوتر بتسليم يسمعناه) أخرجه أحمد وابن حبان.

وبعض العلماء يخص هذه التسمية بما إذا فصل بينهما بسلام، فإن لم يفصل فبعض العلماء يعد جميع الصلاة وتراً، وبعضهم يجعل الوتر هو الركعة الأخيرة فقط، وهذا على كل حال خلاف في الاسم لا يبني عليه حكم.

فالعرف الفقهي وعرف الناس خص هذه التسمية بالركعتين قبل صلاة الوتر.

وسبب تسميتها شفعاً واضح مما سبق وهو أنه عددهما زوجي وهو معنى الشفع، فهو الشيء الذي شفع معه غيره ولم يبق فرداً وحده.

أما متى شرعت صلاة الشفع بالمعنى الخاص - وهو الركعتان قبل الوتر- فليس لذلك تاريخ معين معروف، لأن صلاة الوتر شرعت بعدما شرعت الفريضة والظاهر أن ذلك في المدينة المنورة بعد الهجرة.

جاء في الحديث عن خارجة بن حذافة العدوي رضي الله عنه قال :" خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال إنَّ الله أمدّكُم بصلاةٍ هي خيرٌ لكُم من حُمُرِ النعَمِ الوِترُ جعلهُ الله لكم فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى أن يطلعَ الفجر"( رواه الخمسة)

فهذا الحديث يمكن عده الوقت الذي شرعت فيه صلاة الوتر والشفع ولكن لا يعلم تاريخه بالضبط.

وصلاة الشفع مع الوتر لها هيئات تصلى فيها :فصلاة الوتر يمكن أن تصلى من ركعة إلى 11 ركعة وكل ذلك وارد :

- فإن صلى الوتر ركعة واحدة فلا شفع في هذه الحال.

- وإن صلى الوتر 3 ركعات : فالأفضل أن يفصل بينهما بحيث يصلي الشفع ركعتين ثم يسلم ثم ينهض فيوتر بركعة فهذا غالب فعل النبي، ويجوز أن يصليها ثلاث ركعات متصلات، ولكن يكره أن يصليها على هيئة صلاة المغرب على الصحيح.

- وإن صلى الوتر خمساً : فالأولى أن يصليها جميعاً ولا يسلم إلا في آخرها، 

- وإن صلى الوتر سبعاً فيجوز أن يصليها جميعاً ولا يسلم إلا في آخرها ، ويجوز أن يجلس للتشهد في السادسة ثم ينهض للسابعة ويسلم بعدها.

- وإن صلى الوتر تسعاً فيمكن يصلي ركعتين ركعتين ثم يوتر بركعة، ويمكن أن يصلي ثماني ركعات ثم يجلس للتشهد ثم ينهض ويأتي بالتاسعة ويسلم.

- وإن صلى إحدى عشر ركعة فالأولى أن يصلي ركعتين ركعتين ثم يصلي الشفع ثم يوتر بركعة.

والله أعلم 



profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لقد شرعت صلاة الشفع والوتر في نفس الوقت الذي فرضت في الصلاة وهو في السنة التاسعة من البعثة في ليلة المعراج عندما عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى كما ثبت ذلك في الصحيحين في معجزة الإسراء والمعراج.

- وبعد ذلك بيّن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام رضوان الله عليهم أوقات الصلاة وشروطها وأركانها وكل ما يخص الصلاة وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي). وصلاة الشفع والوتر قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها عندما سئلت: كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ فَقالَتْ: ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي.

- فقولها (ثم يصلي ثلاثاً) فهذه الثلاث ركعات هي الشفع والوتر.

- وسبب تسميتها بالشفع: لأنها تُصلى مَثْنى، فكل عدد زوجي يسمى شفعًا، وكل عدد فردي يسمى وترًا وهكذا، ولهذا فتسمى الركعتين الأوليين المفصولتين بسلام أنها من الشفع، وتسمى الركعة بعدهما وتراً.-كما يجوز تسمية ركعتين الشفع على أنهما من الوتر، فهي من الوتر باعتبار مجموع الصلاة، وهي من الشفع باعتبارها مستقلة.

- وقد وردت كلمتا الشفع والوتر في كتاب الله تعالى في سورة الحجر حيث قال الله تعالى: (والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر)

- فصلاة الشفع هي: صلاة ركعتين بعد سنة العشاء وقبل الوتر، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة بسورة الأعلى ويقرأ في الثانية بعد الفاتحة بسورة الكافرون ثم يجلس للتشهد ويسلم، ثم يأتي بركعة الوتر يقرأ فيها بعد الفاتحة بسورة الإخلاص، وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد عن النبي كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد"

- وصلاة الشفع والوتر من السنن المؤكدة ولهما أكثر من حالة:
1-الحالة الأولى : أن تصلى ركعتين الشفع لوحدها بتسليمه ثم صلاة ركعة الوتر لوحدها.

2- الحالة الثانية : أن تصلى ركعتين الشفع ثم الجلوس للتشهد ثم القيام لصلاة ركعة الوتر وهذه تشبه صلاة المغرب.

3- الحالة الثالثة:  أن تصلاة ركعتي الشفع مع ركعة الوتر بتشهد واحد وتسليمة واحدة عن اليمين والشمال.

- وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الوتر لأهميتها - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر: (الوتر حق على كل مسلم، من أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل) أخرجه أبو داود

- وبخصوص وقت صلاة الشفع والوتر فيبدأ يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء أو من صلاتي العشاء والتراويح في رمضان، ويستمر وقتها إلى آخر الليل، فيكون آخر الليل كله من بعد العشاء إلى الفجر وقتًا للتهجد، غير أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل، أو ما قارب الفجر، ودخل في الثلث الأخير من الليل، فهو وقت السحر والاستغفار وتجلِّي الرحمات الربانية على القائمين والمستغفرين والذاكرين من الله.

- وعليه: من تأكد أو أنه تعود على قيام الليل فيمكن تأخير صلاة الوتر إلى ما بعد صلاة التهجد، أما إذا لم يتمكن من ذلك فالأفضل أن يصلي الوتر قبل أن ينام.