النبي الثالث على وجه الأرض هو نبي الله تعالى إدريس عليه الصلاة والسلام فالنبي الذي قبله هو نبي الله تعالى شيث عليه الصلاة والسلام، والنبي الذي بعده هو نبي الله تعالى نوح عليه الصلاة والسلام.
- وقيل إن من أسماء نبي الله تعالى إدريس (أخنوخ)
- وقد ذكر الإمام الطبري رحمه الله في تاريخه:
قال الطبريـ رحمه الله في تاريخه: عن ابن عباس، قال: ولد أنوش قينان، ونفرا كثيرا، وإليه الوصية، فولد قينان مهلائيل ونفرا معه، وإليه الوصية، فولد مهلائيل يرد ـ وهو اليارد ـ ونفرا معه، وإليه الوصية فولد يرد أخنوخ ـ وهو إدريس النبي ـ وأنوش هو ولد شيث بن آدم عليه السلامـ ثم قال نقلا عن بعض أهل التوراة: ولد ليرد أخنوخ ـ وهو إدريس ـ فنبأه الله عز وجل، وقد مضى من عمر آدم ستمائة سنة واثنتان وعشرون سنة،
وقد تمتع سيدن إدريس بعدة خصائص انفرد بها وهي:
1-إن الله تعالى أنزل عليه ثلاثون صحيفة.
2- وهو أول من خط بعد آدم وجاهد في سبيل الله.
3- وهو أول من قطع الثياب وخاطها.
4- وهو أول من سبى من ولد قابيل، فاسترق منهم، وكان وصي والده يرد فيما كان آباؤه أوصوا به إليه، وفيما أوصى به بعضهم بعضا، وذلك كله من فعله في حياة آدم قال: وتوفي آدم بعد أن مضى من عمر أخنوخ ثلاثمائة سنة وثماني سنين، تتمة تسعمائة وثلاثين سنة التي ذكرنا أنها عمر آدم، قال: ودعا أخنوخ قومه ووعظهم، وأمرهم بطاعة الله عز وجل ومعصية الشيطان، وألا يلابسوا ولد قابيل، فلم يقبلوا منه، وكانت العصابة بعد العصابة من ولد شيث تنزل إلى ولد قابيل،
- وفي التوراة: إن الله تبارك وتعالى رفع إدريس بعد ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة مضت من عمره، وبعد خمسمائة سنة وسبع وعشرين سنة مضت من عمر أبيه، فعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنة تمام تسعمائة واثنتين وستين سنة، وكان عمر يارد تسعمائة واثنتين وستين سنة، وولد أخنوخ وقد مضت من عمر يارد مائة واثنتان وستون سنة. وعن ابن عباس،
قال: في زمان يرد عملت الأصنام، ورجع من رجع عن الإسلام، وعن أبي ذر الغفاري، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، أربعةـ يعني من الرسل ـ سريانيون: آدم، وشيث، ونوح، وأخنوخ، وهو أول من خط بالقلم وأنزل الله تعالى على أخنوخ ثلاثين صحيفة. رواه ابن حبان في صحيحه، وضعفه السيوطي، وقال حسين أسد: إسناده ضعيف جدا.
وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِدْرِيسَ إِلَى جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ فِي زَمَانِهِ، وَجَمَعَ لَهُ عِلْمَ الْمَاضِينَ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَهُ مَعَ ذَلِكَ ثَلاثِينَ صَحِيفَةً، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى"
-وَقَالَ: يَعْنِي بِالصُّحُفِ الأُولَى: الصُّحُفَ الَّتِي أُنْزِلَتْ على ابن آدم هبة الله وإدريس. وأما غيره من أهل التوراة فإنه قال فيما ذكر عن التوراة: ولد لأخنوخ بعد ستمائة سنة وسبع وثمانين سنة خلت من عمر آدم متوشلخ، فاستخلفت أخنوخ على أمر الله، وأوصاه وأهل بيته قبل أن يرفع، وأعلمهم أن الله عز وجل سيعذب ولد قايين ومن خالطهم ومال إليهم، ونهاهم عن مخالطتهم، وذكر أنه كان أول من ركب الخيل، لأنه اقتفى رسم أبيه في الجهاد، وسلك في أيامه في العمل بطاعة الله طريق آبائه وكان عمر أخنوخ إلى أن رفع ثلاثمائة سنة وخمسا وستين سنة وولد له متوشلخ بعد ما مضى من عمره خمس وستون سنة.
-وهذه الأخبار لا نصدقها ولا نكذبها، كما أخبرنا عنها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم يكذبوه) رواه البخاري
فهي من الإسرائيليات التي أوردها الإمام الطبري في كتابه تاريخ الطبري.