ما هي قصة النبي الثالث على وجه الأرض التي لا يعرفها الكثير؟

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 النبي الثالث على وجه الأرض هو نبي الله تعالى إدريس عليه الصلاة والسلام فالنبي الذي قبله هو نبي الله تعالى شيث عليه الصلاة والسلام، والنبي الذي بعده هو نبي الله تعالى نوح عليه الصلاة والسلام.

- وقيل إن من أسماء نبي الله تعالى إدريس (أخنوخ)

- وقد ذكر الإمام الطبري رحمه الله في تاريخه:
قال الطبريـ رحمه الله في تاريخه: عن ابن عباس، قال: ولد أنوش قينان، ونفرا كثيرا، وإليه الوصية، فولد قينان مهلائيل ونفرا معه، وإليه الوصية، فولد مهلائيل يرد ـ وهو اليارد ـ ونفرا معه، وإليه الوصية فولد يرد أخنوخ ـ وهو إدريس النبي ـ وأنوش هو ولد شيث بن آدم عليه السلامـ ثم قال نقلا عن بعض أهل التوراة: ولد ليرد أخنوخ ـ وهو إدريس ـ فنبأه الله عز وجل، وقد مضى من عمر آدم ستمائة سنة واثنتان وعشرون سنة،

وقد تمتع سيدن إدريس بعدة خصائص انفرد بها وهي:
1-إن الله تعالى أنزل عليه ثلاثون صحيفة.

2- وهو أول من خط بعد آدم وجاهد في سبيل الله.

3- وهو أول من قطع الثياب وخاطها.

4- وهو أول من سبى من ولد قابيل، فاسترق منهم، وكان وصي والده يرد فيما كان آباؤه أوصوا به إليه، وفيما أوصى به بعضهم بعضا، وذلك كله من فعله في حياة آدم قال: وتوفي آدم بعد أن مضى من عمر أخنوخ ثلاثمائة سنة وثماني سنين، تتمة تسعمائة وثلاثين سنة التي ذكرنا أنها عمر آدم، قال: ودعا أخنوخ قومه ووعظهم، وأمرهم بطاعة الله عز وجل ومعصية الشيطان، وألا يلابسوا ولد قابيل، فلم يقبلوا منه، وكانت العصابة بعد العصابة من ولد شيث تنزل إلى ولد قابيل،

- وفي التوراة: إن الله تبارك وتعالى رفع إدريس بعد ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة مضت من عمره، وبعد خمسمائة سنة وسبع وعشرين سنة مضت من عمر أبيه، فعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنة تمام تسعمائة واثنتين وستين سنة، وكان عمر يارد تسعمائة واثنتين وستين سنة، وولد أخنوخ وقد مضت من عمر يارد مائة واثنتان وستون سنة. وعن ابن عباس،

قال: في زمان يرد عملت الأصنام، ورجع من رجع عن الإسلام، وعن أبي ذر الغفاري، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، أربعةـ يعني من الرسل ـ سريانيون: آدم، وشيث، ونوح، وأخنوخ، وهو أول من خط بالقلم وأنزل الله تعالى على أخنوخ ثلاثين صحيفة. رواه ابن حبان في صحيحه، وضعفه السيوطي، وقال حسين أسد: إسناده ضعيف جدا.

وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِدْرِيسَ إِلَى جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ فِي زَمَانِهِ، وَجَمَعَ لَهُ عِلْمَ الْمَاضِينَ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَهُ مَعَ ذَلِكَ ثَلاثِينَ صَحِيفَةً، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى"

-
وَقَالَ: يَعْنِي بِالصُّحُفِ الأُولَى: الصُّحُفَ الَّتِي أُنْزِلَتْ على ابن آدم هبة الله وإدريس. وأما غيره من أهل التوراة فإنه قال فيما ذكر عن التوراة: ولد لأخنوخ بعد ستمائة سنة وسبع وثمانين سنة خلت من عمر آدم متوشلخ، فاستخلفت أخنوخ على أمر الله، وأوصاه وأهل بيته قبل أن يرفع، وأعلمهم أن الله عز وجل سيعذب ولد قايين ومن خالطهم ومال إليهم، ونهاهم عن مخالطتهم، وذكر أنه كان أول من ركب الخيل، لأنه اقتفى رسم أبيه في الجهاد، وسلك في أيامه في العمل بطاعة الله طريق آبائه وكان عمر أخنوخ إلى أن رفع ثلاثمائة سنة وخمسا وستين سنة وولد له متوشلخ بعد ما مضى من عمره خمس وستون سنة.

-وهذه الأخبار لا نصدقها ولا نكذبها، كما أخبرنا عنها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم يكذبوه) رواه البخاري
فهي من الإسرائيليات التي أوردها الإمام الطبري في كتابه تاريخ الطبري. 

profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ما تقصده بسؤالك هو ما رواه بعض أهل السير أن ثالث الأنبياء هو إدريس عليه السلام ، ويسمى أيضا ( أخنوخ ) .

حيث يذكر أهل السير أن آدم عليه السلام أول الأنبياء وهذا متفق عليه ، ثم شيث عليه السلام أبن آدم وهذا أيضا صحيح لأنه ورد ذكر صحف شيثفي الحديث فدل أنه كان نبيا بعد أبيه ، ثم يذكر بعض العلماء أنه أوصى لأبنائه حتى وصلت إلى إدريس - أو أخنوخ - وكان هو ثالث الأنبياء ثم كان نوح عليه السلام هو أول الرسل بعد ذلك .

ونحن وإنا كنا نؤمن بنبوة إدريس عليه السلام قطعا ومن أنكرها فقد كفر لورودها في القران ، لكن مع ذلك لا يوجد نص يثبت أن إدريس هو نفسه أخنوخ ولا أنه كان قبل نوح وأنه كان ثالث الأنبياء بعد آدم وشيث ، فكل هذا من الظنون التي بعضها متلقى من الإسرائيليات وكلام أهل الكتاب ولا دليل عليها ، فلا نصدقها ولا نكذبها بل نتوقف فيها.

وقد اختلف العلماء في وقت نبوة إدريس وزمان بعثته فبعضهم جعله من أنبياء بني إسرائيل وغير ذلك من الأقوال ، ولا يعرف عن قصته بسند صحيح شيء سوى أنه كان نبيا وأن الله رفعه مكانا عليا ، أما تفصيل ذلك فلا يعلمه أحد ، وكل ما يذكر لا يعدو ان يكون تخرصات وظنون لا دليل عليها .

فلو قلنا أن إدريس هو ثالث الأنبياء فنحن لا نعرف عن قصته شيء سوى اسمه .

قال ابن كثير في البداية والنهاية :
وقال عطاء الخراساني لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبعة أيام ...

فلما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الامر بعده ولده شيث عليه السلام.

وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة.

فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالامر بعده ثم بعده ولده قينن. ثم من بعده ابنه مهلاييل  وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة وأنه أول من قطع الأشجار وبنى المدائن والحصون الكبار. وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى،  وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقا من مردة الجن والغيلان وكان له تاج عظيم وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة. فلما مات قام بالامر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ وهو إدريس عليه السلام على المشهور.

... فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية وهو خنوخ ،  وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب. وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام .

وقال ابن كثير :

قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهري، عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام، قال له: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح.


قالوا: فلو كان في عمود نسبه، لقال له كما قال له. وهذا لا يدل، ولا بد لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيدًا. أو لعله قاله له، على سبيل الهضم، والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة، كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم، بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

والله اعلم