الدين الإسلامي لم يرفض الشعر ولم يحرمه، بل جاء مهذباً له رافداً له بروافد جديدة، فالقرآن الكريم ذكر الشعراء وتحدث عنهم ووضع ضوابط لهم، وكان في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً ضوابط لهم فقد قال بما معناه أن الشعر كالكلام حسنه حسن و سيئه سيء.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم داعماً للشعراء، يحثهم على قول الشعر في المواضع التي يكون الشعر فيها مؤثراً فعالاً، ولقد قال لحسان بن ثابت "اهجهم وروح القدس معك" فلقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره لحسان أهمية الشعر ودوره، والتأييد له من السماء.
الإسلام لم يحيد الشعر بل أضاف له العديد من القيم التي زادت عليه ولم تنقصه، وتتمثل هذه القيم التي أضافها الإسلام في نواحٍ عدة هي:
- القيم الروحية والتي تمثلت بقيمة الإيمان والعمل به، والإيمان بوحدانية الله تعالى و القضاء والقدر واليوم الآخر، الأمر الذي ترك أثراً جلياً في النفوس من الراحة النفسية والبعد عن شكوى الدهر.
- القيم العقلية فكان احترام عقل الإنسان لما أودع الله تعالى فيه هذا العقل و أمره بالتفكر و إدراك ما حوله، كما أمره بالتأمل في هذا الكون الأمر الذي فتح أفاقاً جديدة للشعراء و غيرهم.
- القيم الاجتماعية وكانت بزوال العصبية القبلية و ظهور مفهوم الدولة و الأمة الإسلامية.
- القيم الإنسانية فقد حرر الإسلام الإنسان من قيود الجهل والتخلف، وهيأه لحياة تقوم على الخير و الحق و الجمال، تقوم على التعاون و العمل وتحقيق السعادة للبشرية جمعاء مسلمين و غير مسلمين.