كيف وصل إلينا الشعر الجاهلي ولماذا لم يصل إلينا كاملاً

2 إجابات
profile/صابرين-محمد-المشوخي
صابرين محمد المشوخي
بكالوريوس في تربية خاصة (٢٠٠٨-٢٠١١)
.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات

عرف الشعر الجاهلي قبل الاسلام بمائة وخمسين سنة تقريبا، واقصد هنا معرفته كاملا، فهو معروف قبل ذلك ولكن بشكل جزئي، لانه كان في مرحلة تطور ونمو فأخذ ينمو شيئا فشيئا حتى جاءنا كاملا في صورته المعروفة عليها قبل الاسلام بمائة وخمسين سنة، فالشيء لا يولد كاملا بل لابد له من مرحلة حذف وزيادة حتى يأتي كاملا في شكله.. ولكن كيف وصل الينا هذا الكم الهائل منه حتى ألفت فيه الكتب والشروحات العديدة.. هناك من قال بأنه جاء عن طريق الرواية الشفهية، بمعنى ان الكتابة لم يكن لها دور في ذلك وبالتالي فإن الكتابة لم تكن معروفة آنذاك. هذا صحيح فالرواية الشفهية كان لها الدور الكبير، والفعال في وصول الشعر القديم الينا فكان لكل شاعر رواية يحفظ شعره، ويرويه عنه، ويذيعه للناس. فالشاعر زهير بن أبي سلمى كان راوية للشاعر اوس بن حجر، ثم روى عن زهير ابنه كعب، والحطيئة، وروى عن الحطيئة جميل . وهذه الرواية تعرف بالرواية الفردية. أما الرواية الجماعية فهي عبارة عن أفراد القبيلة، هم من يحفظون شعر شاعرهم ليتفاخروا بشعره بين القبائل الأخرى.
وهكذا استمر الامر عبر الرواية الشفهية الى ان بدأت الرواية التدوينية في العصر العباسي. ولكن برغم كل ما سبق الا اننا لا ننفي وجود الكتابة في العصر الجاهلي. فالكتابة عرفت في العصر الجاهلي بدليل ما وجدناه من اشارات دالة على وجودها في العصر الجاهلي..
ففي شعر امرىء القيس ما يثبت ذلك لنا الذي يقول فيه:

لمن طلل أبصرته فشجاني
كخط زبُورٍ في عسيب يمان

ويقول آخر له:

أتت حجج بعدي عليها فأصبحت
كخط زبُورٍ في مصاحف رهبان

ويقول طرفة بن العبد:

كسطور الرق رقشة
الضحى مرقش يشعه

وقال المركش الأكبر:

الدار وحش والرسوم كما
رقمش في ظهر الأيم قلم

فمن خلال هذه الابيات السابقة يتبين لنا ان الكتابة كانت معروفة لدى الجاهليين آنذاك، وهذا من خلال ما ورد فيه من دلالات، تدل على وجود معرفة ادوات الكتابة وهي: الخط، الزبور، العسيب، المصاحف، السطور، والاديم، والقلم فالكتابة كانت معروفة عند الجاهليين الا انه لم يصل الينا شيء من ذلك اي لم يصل الينا شيء من الشعر الجاهلي عن طريق التدوين الجاهلي: فالوسيلة التي نقلت الينا التراث القديم الادبي هي وسيلة الرواية الشفهية ثم التدوين العباسي. ولكن هذا لا ينفي وجود الكتابة ومعرفتها عندهم.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
 يحتل الشعر الجاهلي مرتبة مرموقة في الشعر العربي وما زال مثال يحتذى. ودار حول الشعر الجاهلي قضايا كثيرة واتهامات وكانت بسبب قضية التدوين والظروف التي مر بها الشعر الجاهلي خصوصاً عند مجيء الإسلام فيوجد آراء تقول أن الشعر ضعف بمجيء الإسلام وقل الاهتمام به ويوجد آراء عكس ذلك تماماً. لم يدون غالبية الشعر الجاهلي بسبب اعتماد الناس في تلك الفترة على ملكة الحفظ ولكن لا يعني هذه ضياع الشعر الجاهلي

وبسبب ذلك قدم بعض المفكرين العرب أفكار تشككية حول الشعر الجاهلي. وأبرزهم طه حسين. يقول طه حسين أن الشعر الذي نعتقد أنه جاهلي ما هو إلا من تأليف الشعراء الذين عاشوا بعد الإسلام ونسبوه للشعراء الجاهلين من أجل رفعة قومهم. وقد استدل بذلك إلى القرآن الكريم ويقول أن طبيعة الشعر الذي وصل إلينا لا تشبه طبيعة الحياة التي صورها القرآن على أنها الحياة الجاهلية، والله أعلم. ما أحاول قوله هو أن قضية التدوين ووصول الشعر كانت وما تزال معضلة المفكرين العرب واللغوين، ولكن برأيي ما يدل هذه الشكوك والآراء إلا لأهمية الشعر الجاهلي.

العوامل التي حالت دون وصول شعر الجاهلي وضياع أغلبه:

•العامل الديني والقومي: يتجلى بالخوف من في أن يكون وراء التيار الشعري ما يسيء للدين الإسلامي والتراث. مثل الأفكار التي نفاها الدين الإسلامي والتي كان العرب يؤمن بها قبله.

•عامل ثقافي: رفض بعض النقاد والشعراء المحاولات الشعرية لإقناعهم بجاماليات الشعر القديم.

•العامل الساسي: خوف الحكام من المضامين الشعرية للشعر الحديث ويتجلى ذلك في مصادرة الدواوين الشعرية وسجن الشعراء ونفيهم.

•العامل الفني: عامل يرتبط بتقنية الشعر الحديث والأساليب الجديدة التي يتوسل بها.

•استشهاد عدد من حفاظ الشعر والشعراء في الغزوات الإسلامية.

من الجدير بالقول أن فكرة معرفة العرب للكتابة أيضاً قضية من قضايا الاختلاف التي يوجد من يثبت أن العصر الجاهلي كان يعرف الكتابة ومنهم من ينفون ذلك. فمن المعروف أن العرب كانوا هم أول من اخترع الكتابة باستخدام الخط المسند والحميري. ويوجد كتب تذكر وجود الكتابة بالعصر الجاهلي في ذلك العصر مثل الأغاني لأبو فرج العسقلاني.