لقد وصف الله تعالى يوم القيامة في العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تبيّن مواصفاته وأهواله فسمّاه بالقارعة والحآقة والواقعة والغاشية ومثل هذه الأسماء الزاجرة تنبيها للعباد وتحذيرا لهم من أهواله وأحداثه حتى يتوبوا إلى الله تعالى ويسلكوا طريق أنبيائه وأصفيائه وذلك من حرصه تعالى على عباده ورحمة بهم وشفقة عليهم وقد بينت الآيات المكية ما يحدث في يوم القيامة من العرض على النار واقتراب الشمس من رؤوس الخلائق والإنتظار الطويل وهول الموقف حتى تحدث في القلوب هيبة ورهبة تردعهم عن السقوط في المعصية فإن الترهيب والترغيب من أساليب القرآن الكريم . لكن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي هو الرحمة المهداة قد بشرّنا بأن أهل الإيمان أهل النور لا يفزعون ولا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون. فإنهم يكونون في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله ويكونون على منابر من نور ويمرون على الصراط بسرعة البرق وتكون وجوههم مشرقة ناعمة إلى ربها ناظرة. فمن أراد ان ينجو من أهوال يوم القيامة فعليه بالتقوى في السر والعلانية وبتزكية نفسه من كل الاوصاف الخبيثة والأخلاق الذميمة وتحليتها بالأخلاق الطيبة وتنوير قلبه بنور ذكر الله والصلاة على حبيبه ومصطفاه وأن يتزود كل يوم وليلة بمحبة الله ورسوله وأوليائه فإن المرء مع من أحب كما قال الحبيب المحبوب طبيب القلوب.