من ناحية شخصية يكمن شغفي في القراءة والتعرف على الماضي بشكل خاص، حيث أرى أن هذا الشغف سبب في أن أفهم الحاضر والمستقبل، ومن ناحية أخرى سبب في أن أفهم نفسي جيدًا، أرى أن النظر في التاريخ والفلسفة وعلم النفس وعلوم الأديان أمر ممتع جدًا ولا يمكن التوقف عنه وأرى أن من أهم الأسباب التي تجعلني شغوفة وبشكل كبير في القراءة:
أسباب تطورية: كانت القراءة أحد الأمور التي لا أقوى عليها لكن في مرحلة من مراحل الحياة بدأت أبحث عن أجوبة لبعض الأسئلة الفكرية لدي، وتواجدت ضمن محيط مثقف بشكل كبير ووجدت أول خيوط المعرفة عن الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهني ومن هنا بدأت حكاية التطور الفكري لدي وشعرت أنني أتخلى عن البنية المعرفية القديمة وأعيد تأسيس نفسي وفكري وشخصيتي, ومن هنا بدأ الشغف يكبر شيئًا فشيئا ويتعمق إلى أن وجدت نفسي غير قادرة على التوقف، لما حققته على المستوى الشخصي الفكري من تغيير وتطور.
أسباب معرفية؛ القراءة شيء لا يمكن أن ينتهي لأن نتيجته غير محدودة وهنا يمكن القول أن قراءة كتاب واحد في مجال معين وليكن على سبيل المثال الفلسفة، سبب في البحث في تفاصيل أكثر واللجوء لكتب أكثر في الدين والعلوم والفلك والرياضيات والجسد، وذلك للتعمق بطريقة تحقق إن صح القول سد الجوع المعرفي.
نعم القراءة في مرحلة من المراحل كانت سبب في أن البي الجوع المعرفي لدي وكانت سبب فيه من ناحية أخرى, فمن يقرأ وبشكل كبير يبدأ يرى نفسه لا يمتلك المعرفة الكافية التي من خلالها يمكن أن يحقق الفهم الحقيقي ويوجد التوازن وعليه تصبح القراءة نوع من أنواع الإدمان العقلي والذي يسبب الشعور بالراحة المؤقتة مع كل معلومة جديدة ولكن في المقابل يسبب حالة من عدم التوازن للرغبة في الحصول على المزيد من المعلومات.
العقل غريب جدًا في ما يتعلق بالمعرفة والفضول ولا يمكن إلى اليوم أن أفسر طريقة هذه الرغبة العظيمة في الحصول على المعرفة والرغبة في التوصل لحقيقة ما، على الرغم من أنها سبب في انشغال العقل وإن صح القول سبب في الشعور بفقدان العقل في بعض الحالات.
أسباب جوهرية قيمية؛ القراءة في مرحلة من المراحل أصبحت سبب في صقل التوجهات والمبادئ والقيم، وسبب في إيجاد مكونات الكيان الخاص، والذي أرغب في معرفتها بشكل أكبر نتيجة القراءة.