فكرة فقدان الشغف أمر خطير، وقد تأتينا في أي وقت من أوقات حياتنا، بغض النظر عن إنجازاتنا. ولفقدان الشغف أسباب عدة.
في الحقيقة، أنا أشبه الناس بالسيارات، وكل سيارة مهما كانت الطاقة المستخدمة في السيارة، إلا أن هناك جزء أساسي فيها هو الموتور أو المحرك، وبدون هذا الموتور، مهما وضعت في السيارة من كميات الوقود، أو مهما شحنتها بالكهرباء، ومهما اهتممت بنظافتها، وأحضرت لها الإكسسوارات الخاصة بالسيارات، فهي بدون هذا المحرك، لن تعمل السيارة أبدا.
وكذلك أمر الشغف بالنسبة للإنسان، فالشغف يمثل موتور السيارة، وهو الذي يحركنا بغض النظر عن أي أمر آخر موجود في حياتنا. الشغف أمر مهم جدا، وهو دافعنا لفعل الكثير من الأمور، وفقدان الشغف دائما يرتبط عند الأشخاص بعدم احساسهم بأنهم على قيد الحياة، وعدم قدرتهم على التحدث مع الآخرين، والشعور بالرغبة في الانفصال عن العالم.
من أسباب فقدان الشغف، عدم التواصل، أو عدم الاتصال، فقد تكون غير متواصل مع أحلامك، ولا علم لك بأهدافك،وتشعر أنك تعيش بلا سبب، أو بدون أن تذكر نفسك بأن لديك أهداف، مما يجعلك تعيش كل يوم بيومه، ولا تمتلك الطاقة لإكمال يومك هذا.
وقد تمتلك أهدافا كنت قد حددتها سابقا، إلا أن سبب فقدانك لشغفك هو عدم تواصلك مع كيفية تنفيذ وتحقيق هذه الأهداف، كأن يكون عندك هدف امتلاكك شركة، ولكن ليست لديك خطة ولا تعلم الخطوات اللازمة لبلوغ الهدف.
إن عدم تواصلك مع خطواتك، تجعلك ترى الأمر على أن لديك هدفا كبيرا، ولكن هذا الهدف أصبح بالنسبة لك مجرد أمنية جميلة لا تعرف كيف تصل إليها، مما يجعلك تفقد الشغف بها بصورة أسرع.
أيضا عدم التواصل مقصود به عدم تواصلك مع العلاقات المهمة الموجودة في حياتك، كعلاقاتك مع أهل بيتك وأصحابك وشريك حياتك وغيرهم، فكل هذه العلاقات، من شأنها تجديد الشغف بداخلك، وبدون هذه العلاقات ستحس بأنك فارغ من الداخل، لأن أي إنسان في الدنيا هو عبارة عن كائن حي ولكن لديه حياة اجتماعية، وهي أمر أساسي موجود فينا.
فقدان استقلاليتك كذلك يؤدي بك إلى فقدان شغفك، ف
الكاتب الأمريكي ستيفن كوفى يقول :أننا كبشر، لدينا دافع قوي موجود في حياتنا اسمه"حرية الاختيار"، وعندما نكون موجودين بأي موقف نحن فيه غير مخيرين، فإن الموقف ذاته سيسبب لنا الإحباط وانعدام الشغف.
تخيل لو أنك موظف في شركة، والرأي الأول والأخير فيها هو لمديرك، وأنت غير قادر على الحركة أو التقدم في هذه الشركة لأن مديرك أحاطك بمجموعة من المهام، دون إمكانية ترقيتك أو مقدرتك على اتخاذ أي خطوة، وتشعر بأنك تدور في دوامة لا منتهية.إن هذا الوضع سيؤدي بك الى فقدان شغفك في العمل. كذلك الأمر في عدم استقلاليتك في أي علاقة أنت طرف فيها، أو أي نشاط أنت تشارك به.
الحل في هذه الحالة هو محاولة عيش حياة مستقلة ولو جزئيا، كممارسة هوايات جديدة، تتعلمها ومن ثم تمارسها، كأن تختار الرسم، أو أي نوع من أنواع الفنون، فهي أمور تجعل الشخص يعبر فيها عن استقلاليته. ويمكنك اكتساب عادات جديدة، كأن تصحو مبكرا عن موعد نهوضك الأصلي بساعتين، بحيث يصبح لديك وقت إضافي خاص بك، تكون فيه مستقلا. المقصود من كل ما سبق أنه من واجبك أن توجد الأرضية المناسبة لتكون أساسا لاستقلاليتك.
أن الالتزام يولد الشغف، وبالتالي إن بقيت متراخيا في سريرك لا تتحرك ولا تلتزم، سيؤدي ذلك الى موت شغفك أيضا، ولكي يبقى شغفك متأججا، عليك الالتزام والبحث عن ما يجعلك تستمر في تحقيقه.