أحياناً .. ما يفصل بين تقدم شركة ما عن منافستها يحدد بثوان فقط
إنَّ أجزاء من الثانية قد تكون كفيلة بتحديد من كسب الصفقة، من ربح ومن خسر، أو من ضمن التقدم ومن عاد للمركز الثاني، الأمر مرهون بقدرة المدير باعتباره المسؤول عن العمل على اتخاذ قراره بشكل فائق السرعة.
ولكي يتمكن المدير من اتخاذ قراره بسرعة هائلة، لابد من توافر كم كافي من المعلومات الدقيقة التفصيلية وأن يتم معالجتها بشكل صحيح ومنطقي للوصول إلى قرار صائب قرار يقرر مصير الشركة باكمالها، وهذا تحديدا ما تقدمه عمليات إدارة المعرفة للمدراء.
لا يمكن وصف الأهمية التي تقدمها عمليات إدارة المعرفة لتحسين أداء الأعمال بشكل عام، وقدرتها على الرفع من كفاءة القرارات المتخذة بشكل خاص.
فدورها وتأثيرها كبير ومهم جدا، مهم لدرجة أن الشركات أصبحت تستحدث قسم كامل مكون من فريق عمل كامل يسمى قسم إدارة المعرفة وتطويرها.
مهمة لدرجة أن الاقتصاد اليوم تحول كليا من اقتصاد رأسمالي إلى اقتصاد معرفي بحت يعتمد على المعارف وعلى الإبداع والحرفية.
اكتشاف المعلومة الصحيحة والبحث عليها من كلا المصدرين الداخلي والخارجي، والقدرة على استخلاصها وجمعها من عقول الأفراد ومهاراتهم وخبراتهم سواء كانت ظاهرة أو ضمنية، ويليها عملية توثيق لكل ما تم جمعه واستخلاصه إذ لابد من تخزين هذه المعلومات وحفظها من الضياع، ومن خلال ما تم توثيقه وتخزينه يتم بناء وخلق معارف جديدة مبنية على أساس معالجة وفهم للمعارف التي جمعناها ومن هنا يتم بناء القرارات وتطويرها،
ولجعل هذه المعارف تكون فعالة أكثر لابد من مشاركتها مع أعضاء العمل كلهم لكي ترفع من قدراتهم وتزيد من تناغم العمل أكثر، وأخيرا يجب أن يكون هناك تطبيق فعلي وواقعي لهذه المعارف بحيث ينعكس على أداء عمل المؤسسة بشكل كامل وليس فقط على الصعيد الفردي.
وبذلك يمكن أن ألخص لك مراحل التي يجب أن تمر فيها المعارف داخل الشركات كي نتمكن من قول أن هذه الشركة لديها قدرات هائلة في إدارة المعارف:
- اكتشاف المعرفة (Discovering)
- تجميع المعرفة (Capturing Knowledge)
- تخزينها (Documentation)
- خلق وتطوي (Creation)
- مشاركة (Sharing Knowledge)
- تطبيق (Application)
كما يجب أن تعلم أن هذه العمليات تعتمد بشكل رئيس على الموارد التكنولوجية داخل المؤسسات إذ أن الوضع من دون هذه الموارد سيكون صعب جدا خصوصا في الوقت الحالي الوقت الذي نسميه عصر الانفجار المعرفي والكم الهائل من التغييرات التي تطرأ على الأعمال في كل ثانية، فلا بد من وجود سرعة فائقة في الجمع والنشر، وقدرة على التخزين، وأن تكون على مستوى عال من الدقة وهذا سيبدو شبه مستحيل لولا امتلاك الموارد التكنولوجية الحديثة