إن العمل في مراكز تدريس مادة الموسيقى هو من الاستئجار على منفعة محرمة
فإذا كان شرط التعاقد مع المركز قد تم على تدريس هذه المادة فيجب عليك ترك هذا العمل، أما إذا كان التعاقد بدون هذا الشرط فلا يلزمك الترك.
أما حكم ما أخذته من أجرة - مرتب - على تدريس مادة الموسيقى، فهو أجر على منفعة محرمة لا يستحق بالعقد .
- أما إذا كانت نية بقاؤك في هذه الوظيفة حتى تقلل من الشر قدر استطاعتك ولو تركت هذه الوظيفة لجاء غيرك فأفسد أكثر، فهذا كلام له وجه معتبر ينبني على قاعدة ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما والموازنة بين مصالح بقائك على هذه الوظيفة ومفاسد تركك لها. والشخص إذا كان مجتهدًا في دفع الفساد بحسب الإمكان وكان بقاؤه في هذه الوظيفة خيرًا للمسلمين من غيره فلا إثم عليه في البقاء والأخذ، والله تعالى يجزيه على سعيه في تقليل المنكر، ولا يؤاخذه على ما عجز عنه.
-وأما إذا كنت فقيرًا محتاجًا إلى المال فإن ما كسبته من تعليم الموسيقى يجوز لك صرفه في حاجتك زواجًا أو غيره.
- وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن امرأة كانت مغنية وقد اكتسبت من الغناء مالاً كثيرًا ثم تابت وحجت إلى بيت الله وهي محافظة على طاعة الله، فهل المال الذي اكتسبته بالغناء من حُلي وغيره إذا أكلت وتصدقت منه تؤجر عليه؟
فكان جوابه: إن المال المكتسب إن كان من عين أو منفعة محرمة كمهر البغي وثمن الخمر فلا يقضي به قبل قبضه، فإن قبضه لم يحكم برده إلا بأدلة؛ لكن يصرف في مصالح المسلمين العامة، فإن تابت البغي وتاب الخمار وكانوا فقراء جاز أن يُصرف لهم من هذا المال بقدر حاجتهم، فإن تصدقوا به كما يتصدق المالك بملكه فهذا لا يقبله الله تعالى؛ لأنه لا يقبل إلا طيبًا.
- وقد ورد تحريم الموسيقى بالقرآن والسنة:
1- فمن القرآن الكريم: قال الله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) لقمان ايه6
وتفسير لهو الحديث في الآية هو الغناء والموسيقى.
2- ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري،
- فقوله يستحلون: يعني أنها محرمة وهم يفعلونها ويقولون عنها أنها حلال. فالموسيقى محرمة ولا يجوز سماعها.
- والغناء إذا كان مصاحباً للموسيقى وفيه كلمات تثير الشهوة فهو من الغناء المحرم، فلا يجوز الاستماع إليه، لما يترتب على الاستماع إليه من مضار ومفاسد.
- وحاسة السمع نعمة من نعم الله تعالى علينا، ووحري بالمسلم أن يؤدي شكر هذا النعمة بأن لا يسمع بها أي شيء حرام سواء كان غناء أو موسيقى أو غيبة أو نميمة وغير ذلك، لأنه سوف يُسأل يوم القيامة عن هذه النعمة.
- وعليه: فحري بالمسلم أن يحرص على أن يكون كسبه مباح ومن طرق مباحة ، وأن يترك اي عمل فيه شبهة أو حرام ، ومن ترك شيئاً لله ابدله الله خيراً منه !!
- وأن يبتعد كذلك عن سماع الغناء المصاحب للموسيقى ويحض على إثارة الشهوات ويحتوي على كلام هابط فهو محرم.
-والأولى أن ينشغل المسلم بما كلفه الله تعالى من حمل الأمانة!! فنحن لم نخلق عبثاً!! إنما خلقنا لغاية عظيمة وهي استخلاف الله تعالى في أرضه وعبادته حق العبادة، فيجب علينا جميعاً أن نحرص على أوقاتنا وأوقات أولادنا بدل أن تذهب هذه الأوقات أمام شاشات التلفاز وسماع المحرمات، وأن نستثمرها بكل ما هو مفيد لنا من تعليم حرفة أو قراءة كتاب أو حفظ آية أو حديث ، أو ممارسة الرياضة، وغيرها من الأمور المباحة التي تعود على صاحبها بالنفع والخير والبركة في الدنيا والآخرة.