-لا يجوز شرعاً التعامل مع الكافر المحارب والمغتصب والقاتل بالبيع والشراء .
-ولقد بين لنا الإسلام أسس التعامل مع غير المسلمين فإن كانوا غير محاربين فيجوز التعامل معهم في كل المجالات ومنها البيع والشراء ولا حرج في ذلك، لأن أصل التعامل مع الكفار بيعا وشراء ونحو ذلك مباح وليس محرما، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل الكفار.
-فعن عبد الله رضي الله عنه قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود:"أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها". متفق عليه.
-وعن عائشة- رضي الله عنه- قالت: "اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي طعاما بنسيئة، فأعطاه درعا له رهنا". متفق عليه.
- وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام ببيع اليهود والشراء منهم وتبادل المنافع معهم والأمثلة على ذلك كثيرة منها:
1- ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم من معاملة اليهود بعد غزوة خيبر أن يزرعوا أرضها بشطر ما يخرج منها.
2- كما أنه صلى الله عليه وسلم قبل الهدية من عظيم الروم بعد غزوة تبوك وكافأه عليها.
3- وكان عنده خادم كافر وعرض عليه الإسلام فأسلم.
4- وكان يختلط بالكفار ليبلغهم دعوة الله ويناقشهم ويجيب عن أسئلتهم، إلى غير ذلك من المعاملات والمخالطات التي لا تمس كيان الإسلام، ولا تضر بالمسلمين في دنياهم، وإنما تبلغ بها الدعوة الإسلامية، وتقوم بها الحجة، أو ينتفع بها المسلمون في دنياهم ويعود عليهم منها مصلحة.
5- كما أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله!
- أما إذا كانوا غير المسلمين -محاربين أو غاصبين ومحتلين ومعتدين كالعدو الصهيوني - فلا يجوز التعامل معهم بأي شكل من الأشكال.
- والحكمة من تحريم التعامل مع العدو المحارب والمغتصب للأرض والقاتل هي: أن تعاملنا معهم يزيد من قوة اقتصادهم، كما يقوي شوكتهم على المسلمين، فإنه يجب علينا مقاطعتهم لئلا نكون عوناً لهم على أنفسنا!!.
- كما أن مقاطعة العدو الصهيوني تقوي فينا مبدأ الولاء والبراء، وتزيد من التضامن مع إخواننا المسلمين في داخل فلسطين، وتضعف الأعداء اليهود، وذلك تحقيقاً لقوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة: من الآية 2].
- والإسلام لا يحرم التعامل مع الكفار ابتداءً بل أمر بالإحسان إليهم ما داموا لم يقاتلونا في الدين، ولم يكونوا حربا علينا، قال الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة الممتحنة (8-9)
- فقد حذرت الآية الكريمة رقم (9) المسلمين من موالاة أعداء الله تعالى ورسوله والمؤمنين والذين أخرجوا المؤمنين من ديارهم وقاتلوهم في الدين.
- وقد قرر الله سبحانه وتعالى أنه من يقوم بذلك من المؤمنين فهو من الظالمين: أولئك هم الذين تولوا غير الذي يجوز لهم أن يتولوهم، ووضعوا ولايتهم في غير موضعها، وخالفوا أمر الله في ذلك.
- وعليه: فلا يجوز شرعاً شراء الملابس واستيرادها من العدو الصهيوني، وأن يتم البحث عن شركات أخرى في دول أخرى حتى ولو كانت كافرة - شرط أن تكون غير معادية لنا في ديننا أو في أوطاننا- ونتعامل معها بالبيع والشراء ولا حرج في ذلك.
- كما أن الأصل والأولى فينا كعرب وكمسلمين أن نشجع الصناعة المحلية والعربية في كافة المجالات حتى نصل إلى يوم الذي نأكل فيه مما نزرع ونلبس فيه مما نصنع ولا نعتمد على غيرنا في طعامنا وشرابنا ولباسنا وسلاحنا!!!