ما هو حكم إتيان الزوجة دون رضاها

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 من حيث الحكم الشرعي يجوز للزوج أن يأتي زوجته ويجامعها دون رضاها أو في حال لم تكن راغبة بذلك بثلاثة شروط:

1. أن يكون ما يريده منها مباح شرعاً، فلو كان محرماً لم يجز مثل إتيانه لها في دبرها أو في زمن الحيض.
2. ألا يكون في ذلك شغلاً لها عن واجب كصلاتها أو صيامها المفروض، كما لو كان هو لا يستطيع الصوم يفطر في رمضان وهي صائمة، أو تكون صائمة قضاء عن واجب بعد إذنه ثم يريد أن يفطرها فلا يجوز.
3. ألا يكون في ذلك ضرراً عليها في صحتها وبدنها، كأن يكون في إتيانه لها زيادة في مرض أو تسبباً بمرض.

فإذا كان يريده مباحاً ولم يكن في ذلك شغلاً لها عن واجب شرعي أو ضرراً على صحتها، وجب عليها أن تطيعه وتمتثل أمره وتجيبه إلى الفراش، فإن امتنعت عن ذلك مع عدم العذر كانت آثمة ولعنتها الملائكة حتى تصبح كما جاء في الحديث، وكانت ناشزاً لا تستحق النفقة.

ولو استطاع أن يأتيها دون رضاها فلا شيء عليه لأنه حقه ولم يفعل ما هو محرم، بشرط ألا يؤذيها.

هذا من حيث الحق والعدل ولكن المستحب والأولى للرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف والإحسان، فيراعي أحوال زوجته ونفسيتها، وأن يكون إتيانه لها برضاها ورغبتها، حتى يتحقق المقصود من هذا الأمر، وتتحقق مقاصد الزواج من الألفة والمحبة والمودة بين الزوجين، وتدوم بيوت المسلمين، ويسود الاستقرار الأسري.

فكما أن الزوجة مطالبة بطاعة الزوج والاستجابة له ليتحقق الإعفاف له، فهو مطالب بمراعاتها ليتحقق العفة لها أيضاً.

والبيت الذي يزول منه التفاهم وتصبح المسألة مجرد حق وواجب على شفا جرف هار.

وهنا قد يسأل البعض: كيف الشريعة تكره المرأة على الاستجابة لطلب الزوج وتلزمها بمعاشرته وهي لربما لا تحبه؟!

والجواب:
- إن هذا الو
اجب عليها مشروط التي ذكرناها أولا ًً.
- ثم إن الزوج له الحق بالإعفاف فإذا كان المسألة راجعة لرغبة الزوجة المجردة، وصارت تمتنع وتتعذر سيقود ذلك الرجل إلى البح عن شهوته في الحرام.
- وإذا كانت الزوجة كارهة للزوج غير راغبة فيه فإن لها طريقاً شرعياً للخلاص وترك هذا الزوج هو الخلع، فإذا رأت أن حياتها مع هذا الرجل غير ممكنة لها، فلها سبيل إلى ذلك.

والله أعلم