الفرق بين الاستخارة والكشف فرق كبير جداً، يظهر لك من معرفة معنى كل من المصطلحين، حيث أن:
الكشف: هو ما يحدث في نفس الإنسان من إلهام، أو اكتشاف لخواطر الناس، مثلاً الإحساس بوقوع خطر معين قبل وقوعه، أو وقوع شيء معين لشخص تعرفه، والكشف منه ما يكون من الشيطان أو أمراً نفسياً، ومنه ما يكون كرامة من الله عز وجل، وهذا يكون للمؤمن التقي.
والكشف أمر يشترك به المؤمنين والكافرين بشكل عام، ولا يعتمد على قوة إيمان الإنسان لأنه كما قلت، قد يكون سببه الشيطان أو الجن، مثلاً شعور وقوع خطر محقق في البيت، أو معرفة حمل امرأة، أو زواج أحد تعرفه قريباً، وهذه أمور قد يعرفها أي شخص ولا تقتصر على المؤمن فقط.
ولكن هذه المعرفة، لا تعني أبداً أن الإنسان لديه قدرة خارقة على معرفة الغيب مثلاً أو التخاطر مع الناس، ولا أن الله يكلمه أو يوحي له، لأن الله وحده من يعلم ما في صدور عباده وهو فقط من يعرف الغيب.
أما الاستخارة: فهي طلب المعونة من الله عز وجل، وذلك يكون على هيئة دعاء منقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يطلب فيه الإنسان معونة الله عز وجل في أمر معين، أو في قرار هو قادم عليه.
وعادة ما تكون الاستخارة بصلاة ركعتين، ثم بعد الانتهاء منهما يقول دعاء الاستخارة الذي نصه:" اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه -هذا السفر، هذا الزواج، وأشباه ذلك يسميه هذا الأمر- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به".
وتكون صلاة الاستخارة في أي وقت، عدا الأوقات التي يكره فيها الصلاة مثل وقت غروب الشمس وقبل أذان المغرب.
ومن المهم ان تعرف أن صلاة الاستخارة لا تعني أن ينتظر الإنسان وحياً من الله عز وجل أو إشارة لقرار ما يريده، وإنما هو طلب معونة على قرار أو خيار قام الإنسان باتخاذه ويسأله الله التوفيق به.
710 مشاهدة
