ما هو العدل؟

العدل , هو احقاق الحق , و الحكم بالقسط , علي ان يتم احقاق الحقوق بالمساواة بين الناس اجمعين , فقد عظم الله تعالي العدل و شرفة ليكون من اسمائه الحسني , ليكون العدل كمصطلح هو مرادف لكافة المعاني التي تنادي بها البشرية جمعاء , فالعدل هو مرادف للديمقراطية , و مرادف للمساواة , و مرادف لاحقاق حقوق الانسان , فقد اتخذ العدل اساسا للملك , فلا يمكن ان يكون هناك حكم مستقيم بدون عدل , فأن غاب العدل , غاب الحكم و غابت كل مرادفات الحقوق باكملها . 

العدل : في أصل اللغة فيه معنى المساواة والمثل
قال تعالى :"  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)  سورة الأنعام
بمعنى يشركون بسبب مساواتهم رب العالمين بمعبوداتهم
ومنه الاعتدال أي بين الإفراط والتفريط وهي الاستقامة
قال تعالى:" وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
والقِسط : هو العدل الظاهر البين
فالعدل مرحلة أولى في الحكم بين الناس والقِسط هو إعطاء كل ذي حق حقه
قال النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : "المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا " رواه مسلم

فإذا كان العدل في الفكر الإنساني هو  تطبيق القانون
وأنه أساس الحكم
فإنه في المنظومة الشرعية هو تطبيق الشرع والحكم بين الناس بالشرع
قال تعالى:" ..وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ .."(58) سورة النساء

والعدل يكون أيضا بالقول كما هو في العمل :
قال تعالى :".. وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى .."152 سورة الأنعام

والعدل هو الثلث الأساسي لأوامر الله تعالى الذي تقوم عليه الأحكام :
قال تعالى :"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ سورة النحل : 90

ومن أجمل ما قيل عن ابن تيمية رحمه الله تعالى :
"إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة ولهذا قيل
إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة " 
مجموع الفتاوى من رسالة الحسبة