لقد قام رسول الله عليه كل صلوات الله وسلامه بأمرين عندما وصل إلى يثرب التي صارت تسمى بعدما تنورت بقدوم النور إليها بالمدينة المنورة.
أحدهما عملي والآخر معنوي.
أما الفعل العملي الذي باشره بعد وصوله هو تعيين مكان المسجد النبوي والبدء بتشييده حيث ترك ناقته المباركة تمشي بين الناس وقال لهم :"دعوها فإنها مأمورة وفي المكان الذي بركت به الناقة وكانت أرضا لغلامين يتيمين اشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما وأمر ببدء بناء المسجد ليكون بيتا للعبادة ومكانا لالتقاء المسلمين واجتماعهم والتفافهم حول نبيهم صلى الله عليه وسلم.
والأمر المعنوي الذي قام به النبي هو أنه آخى بين المهاجرين والأنصار فكانت أعظم أخوة في الله عرفها البشر.