الإعجاز في القرآن الكربم أصلا هو إعجاز بياني، حيث أنه نزل بلغة العرب وهم اهل الفصاحة والبيان والبلاغة، وتحداهم بأن يأتوا بمثله، ثم بعد ذلك ولو بسورة من مثله، ثم بعد عجزهم تحداهم أن يأتوا بآية من مثله فعجزوا، وهذا هو معنى الإعجاز، اي أن تعجز من ينكرك ان يأتي بمثل ما تاتي به، والله لم يتحد العرب الا باللغة والبيان ان ياتوا بمثلها في القرآن الكريم ،فلم يستطيعوا لذلك نقول ان الاعجاز في القرآن الكريم هو اعجاز بياني.
أما ما يعرف بالإعجاز العلمي أو التشريعي أو الإخبار بالغيب فإنه لم يتحداهم بأن يأتوا بمثله، بل دعاهم ان يتفكروا بهذه الأنواع وأن يستدلوا من خلالها على مصدرية القرآن الكريم وهو الله عز وجل.
ومن مظاهر الإعجاز أنه جاء بوضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب وبين الآيات المناسبة، أيضا جاء بتوضيح المعاني احيانا بالتكرار كي يبين لهم ويرسخ في أذهانهم أهمية بعض ما يريده الله في القرآن الكريم، وأسلوب التكرار من أجل الإقرار أسلوب عربي معروف منذ القدم.
وأيضا من مظاهر الاعجاز حسن الإتيان بالوصف، وحسن الإتيان بالأمثلة وحسن الإتيان بالفواصل القرآنية حتى.
لذلك يبقى التحدي بأن يأتي أي أحد بآية من مثله قائما حتى قيام الساعة وهذا هو المقصود من الاعجاز البياني وهو التحدي أن تأتي بمثله من حيث النظم والبيان.
4966 مشاهدة
