ما درجة صحة حديث (إياكم وخضراء الدمن)

الحديث المسؤول عنه ضعيف جداً لا يصح بوجه وقد اتفق العلماء على ضعفه ، فلا يجوز روايته على أنه من حديث رسول الله إلا مع بيان ضعفه وعدم ثبوته عنه عليه السلام بوجه .

والحديث روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "  إيَّاكُم وخضراءَ الدِّمَنِ فقيلَ : وما خَضراءُ الدِّمنِ ؟ قالَ : المرأةُ الحسناءُ في المنبتِ السُّوءِ"

تخريج الحديث وحكمه :

وهذا الحديث قال عنه الإمام العجلوني في كتابه كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس : " رواه الدارقطني في الأفراد، والرامهرمزي والعسكري في الأمثال، وابن عدي في الكامل، والقضاعي في مسند الشهاب، والخطيب في إيضاح الملبس، والديلمي من حديث الواقدي عن أبي سعيد مرفوعاً لكن بزيادة قيل: وماذا يا رسول الله؟ قال: "المرأة الحسناء في المنبت السوء." قال ابن عدي : تفرد به الواقدي وذكره أبو عبيد في الغريب، وقال الدارقطني : لا يصلح من وجه " .

فقد تفرد الواقدي برواية الحديث ومن المعلوم أنه من الضعفاء في الحديث باتفاق أهل الحديث .

وقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله الحديث في السلسلة الضعيفة وحكم عليه أنه ضعيف جداً .

أما معنى ما روي :

فالدمنة : هي ما يتجمع ويتصلب ويتلبد من أبعار وأبوال الإبل والبقر والغنم سواء في مرابضها او مراعيها ، فهي أمكنة هذه القاذروات .

وخضراء الدمن هي النباتات الخضراء التي تنبت في مكان هذه القاذورات التي تعافاها النفس ، فالنفس قد ترى خضار النبتة الخارجي ولكنها لا تنتبه إلى أنها إنما تغذت ونشأت على هذه النجاسات .

والمقصود به في هذا المقام واضح كما نسب إلى النبي : وهو تحذير المرء من النظر إلى جمال المرأة وحسنها مع أنها قد تكون نشأت في بيئة خبيثة تنعكس على خلقها ، فيكون ذلك سبباً في خبث أخلاقها وهو ما يؤثر على عائلتها وأولادها .

والحديث وإن كان ضعيفاً جدا كما قلنا ولا يصح نسبته للنبي عليه السلام ، إلا أن معناه صحيح ،وتدل عليه باقي نصوص الشريعة ، كما قال النبي عليه السلام " فاظفر بذات الدين تربت يداك " .

والله أعلم