ليس هناك حديث واحد معين اسمه حديث أفضل الأعمال ،ولكن روي عدة أحاديث تبين أفضل الأعمال واحبها إلى الله ،واختلفت هذه الأعمال في الأحاديث ،ومن هذه الأحاديث :
1. عن أبي هريرة قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمانٌ بالله)، قال: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قال: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرورٌ)
وفي رواية: (إيمانٌ بالله ورسوله) "
2. وعن عبدالله بن مسعودٍ، قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: (الصلاة لوقتها)، قال: قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين)، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله "
3. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: " قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله، والجهاد في سبيله)، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: (أنفَسُها عند أهلها، وأعلاها ثمنًا)، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تُعين صانعًا، أو تصنع لأخرق)، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ضعُفت عن بعض العمل؟ قال:تكُفُّ شرك عن الناس؛ فإنها صدقةٌ منك على نفسك".
وهذه الأحاديث جميعها صحيحة متفق على صحتها رويت في البخاري ومسلم وغيرهما .
أما اختلاف الجواب في بعضها وترتيب الأعمال فيها فسببه كما ذكر العلماء أنه يرجع إلى اختلاف الأشخاص والأحوال والأوقات والمقصد من الجواب وهل هو بالنسبة إلى العموم أو الخصوص .
فقديكون عمل معين في حق شخص أولى وأفضل منه في حق شخص آخر لاختلاف ظرفه ،وقد يكون عمل معين في ظرف معين أولى وأفضل لذلك الظرف ،فإذا زال الظرف تغيرت الأولوية .
قال ابن حجر رحمه الله :
" مُحَصِّلُ مَا أَجَابَ بِهِ الْعُلَمَاءُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ مِمَّا اخْتَلَفَتْ فِيهِ الْأَجْوِبَةُ بِأَنَّهُ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ:
أَنَّ الْجَوَابَ اخْتَلَفَ لِاخْتِلَافِ أَحْوَالِ السَّائِلِينَ، بِأَنْ أَعْلَمَ كُلَّ قَوْمٍ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، أَوْ بِمَا لَهُمْ فِيهِ رَغْبَةٌ ، أَوْ بِمَا هُوَ لَائِقٌ بِهِمْ .
أَوْ كَانَ الِاخْتِلَافُ بِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ ، بِأَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَفْضَلَ مِنْهُ فِي غَيْرِه ِ، فَقَدْ كَانَ الْجِهَادُ فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ ، لِأَنَّهُ الْوَسِيلَةُ إِلَى الْقِيَامِ بِهَا وَالتَّمَكُّنِ من أَدَائِهَا، وَقَدْ تَضَافَرَتِ النُّصُوصُ عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَفِي وَقْتِ مُوَاسَاةِ الْمُضْطَرِّ تَكُونُ الصَّدَقَةُ أَفْضَلَ " .
والله أعلم