ما الحكمة من قيام الليل؟

يعنى بقيام الليل أداء العبادات ليلاً من صلاة وتلاوة القرآن والذكر, والحكمة من أدائها ليلاً قد يقصد به العزلة والإنفراد مع الخالق, فهذا من شأنه تقوية الصلة بين العبد والمعبود.
قال تعالى:" كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون", وحث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل فقال:" أيها الناس, أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام".

الحكمة من قيام الليل تقوية الصلة بين العبد وربه، فقيام الليل يشحن قلب المؤمن بهمّة الإقبال على الله ويجعله مُستعدا لتلقّي نور الله واستقبال النفحات الرحمانية المتنزّلة من حضرة الله. وقد قال رسول الله عليه كل صلوات الله:
"ألا إنَّ لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرَّضوا لها". 
وحين يقوم المؤمن في الليل ويترك فراشه وراحته ليمثل بين يدي ربه ويطيل الوقوف على أعتابه ويقرع بقلبٍ منكسر بابه ويناجيه بدموع عينيه ويدعوه ويبتهل إليه، فإنَّ الله تعالى يكسوه بالحلل النورانية ويملأ قلبه بحلاوة الإيمان وعذوبة الحب الإلهي الذي هو أطيب ما في هذه الحياة. فلا تظنَّ أن القلب المُقبل على الله يكون بعد إقباله علَى نفس الحال الذي كان عليه في حال غفلته عن الله. لا. إنَّ الله تعالى يكسوه بأنواره ويغمره بأسراره ويجعلهُ محلَّ أنظاره الرحمانية ومستودعَ عطاياه الربانية.
فأقبِل على الله ولُذ بحماه واجعل لك وردا من ذكره ومن الصلاة بين يديه كل ليلة إن استطعت تكون من الفائزين بالسعادة الأبدية هنا وهناك.. دنيا وآخرة.   

قال الله تعالى ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا )
فقيام الليل من النوافل التي كان يحرص عليها رسول الله و سار على دربه الصحابة و الصالحون . ولقد كان قيام الليل من الصلوات المفروضة في أول الإسلام وكان الهدف من ذلك تقوية صلة العبد بربه و تمكن الإيمان من قلبه .