ما الحكمة من تحريم الغيبة؟

الغيبة : هي ذكر الإنسان في غيابه ما يكره سماعه
قال الله تعالى :"  وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) سورة الحجرات

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"  أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ ؟!
قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ !
قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ
 قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟
 قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ " رواه مسلم

الحكمة من تحريم الغيبة : أنها أخطر مرض يهدد المجتمع ويفككه

وسبب الخطورة من هذا الفيروس الخطير ( الغيبة ) :
هو أنه يؤثر على برمجة الدماغ تجاه الآخرين في التعامل
فلو أنك ذكرت شخصا ما لأحد الناس وهو لا يعرفه فقد هيأت برمجة الدماغ لرفضه والنفور منه
وكذلك لو اغتبت أحد الناس لمن يعرفه فقد غيرت برمجة الدماغ نحوه وأصبح النفور منه لأجل مصلحتك أو لهواك وشخصك ومزاجك الأناني
وكذلك الغيبة مقدمة ( للنميمة ) وهي الحالقة التي تقضي على دين الناس ودنياهم وتقتلهم ببعضهم وتهدم بيوتهم
 قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا أخبرُكم بأفضلِ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ ؟ قالوا: بلى !
قال: إصلاحُ ذاتِ البينِ ،
وفسادُ ذاتِ البينِ الحالِقةُ " رواه أحمد وأبوداود والترمذي

 إن أقصى ما جاء في وصف الغيبة 
قوله تعالى : ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) .
وإن السنة المطهرةصنفت الغيبة ضمن الكبائر من الذنوب،  وإن خطرها يتجاوز من قيلت بحقه إلى سواه .
وهي من أخطر سهام إبليس لزرع الفرقة بين الناس وهي من الذنوب 
التي لا تسقط إلا بتنازل من وقعت عليه الغيبة ،وقد تكون سببا لوقوع صاحبها في النار  رغم صلاته وعبادته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( أتدرون ما المفلس؟ 
قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع 
قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة  بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا 
وسفك دم هذا وضرب هذا  
فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته  فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار  ) رواه مسلم.

قال الله تبارك و تعالى محرما على المسلمين الغيبة ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) فجعل الله من يغتاب أخاه المسلم كمن يأكل لحمه وجاء التحريم لما في الغيبة من إفساد بين العلاقات بين الإخوة و إنتشار للقيل و القال الذي نهينا عنه مما يؤدي لتفكك المجتمع و سوء العلاقات بين أفراده 

لانها تهدف الى الانشغال بأمور وأعراض الناس، وكذلك الدخول في ظلم الاخرين وهتك الحريات، وتؤدي إلى الحسد والكره والبغض والظلم، وكذلك الابتعاد عن الحديث بامور الدين والاستغفار والتسبيح، ونشر الاشعاعات والفتن وحب الدنيا.