الجهاد في سبيل الله كله حكمة، ففيه معان راقية وسامية في الحشد، وفي الزحف ، وفي الثبات، وفي الالتحام وما فيه من اخلاق فقط لم تكن موجودة الا في الجهاد الاسلامي، ثم ما وراءه من نتائج وثمرات تغود بالنفع على كل البشرية..
فمسألة ان تجاهد وتدافع عن كيانك هو اثبات وجود، والجهاد هو صراع على الوجود ضد الباطل واهله، الباطل واهله الذين يريدون لك وأنت تابع لواء الحق ان تزول ونجمك يأفل، فيأتي الجهاد ليبقي هذا النجم يسطع في سماء البشرية والكون ، وهو نجم الاسلام العظيم.
ثم يسطر قبل واثناء وبعد الالتحام معاني الاخلاق العظيمة التي جاء هذا الدين لينادي بها، فها هو نبينا يقول وقت الالتحام مع العدو: ( لا تقتلوا شيخا، لا تقتلوا امراة، لا تقتلوا طفلا، لا تقطعوا شجرة..) الى غير ذلك من اخلاقيات الاشتباك لم تكن الا وقت الحرب عبر كل العصور ولن تظهر الا عند صاحب الرسالة في جهاده وهي وصول رسالة النور للناس وليس الهدف ايصال القتل للكل دون استثناء، وايصال الدمار لكل شيء حتى لو كان للشجر وللحجر.
ثم يكون الجهاد ضربا من ضروب الدعوة الاسلامية، فالجهاد يكون بالكلمة او المال او القتال، كله هدفه نشر هذا الدين ، ولنعلم دوما انه ما من قتال خاضه المسلمون الا كان قتالا لدفاع عن الذات والوجود ، ونشر رسالة النور بعد ان تعرض للاعتداء من اهل الظلام.