وصل الأمر عند بعض الشباب الوصول لمرحلة الهوس. لعب التمرينات الجيدة، والحصول على عضلات بارزة هو شيء جيد، طالما جعلت كل شيء طبيعيًا دون التدخلات الخارجية بالإدمان على الأدوية و المنشطات التي تضخم العضلات. من وجهة نظري وجود بعض العضلات وخاصة للرجل تكسبه قوامًا حسنًا وبنية عضلية جميلة يلفت بها أنظار الجميع.
لكن استخدام تلك العقاقير والمنشطات يجعل الجسم ينهار في وقت ما. لن تصل للكمال باستعمال ما هو خارج عن تصميم جسمك وهرموناته. تقول الأستاذة الجامعية والباحثة في شؤون الجندر، عزّه شرارة بيضون، "ما ألاحظه شخصياً هو أن كثيراً من الذكور يظهرون، في مطلع مراهقتهم، اهتماماً بتكبير عضلاتهم، يدفعهم إلى ذلك التعجل في عملية الولوج إلى المرحلة العمرية اللاحقة، ومحاكاة أقرانهم الذين سبقوهم إلى ذلك"، مضيفة أن "التكبير المذكور يوفّر لهؤلاء الوهم بحيازة رِفعة المقام والسلطة وفق القاعدة الطفولية التي ترى أن الأكبر حجماً هو الأحسن لأنه الأقوى وصاحب الامتيازات الأعلى، وهو ما اختبروه في طفولتهم غير البعيدة في الزمن، سواء في علاقتهم مع الأهل أو في علاقاتهم مع أقرانهم. "
كما أن اكتساب تلك البنية، والظهور بهذا المظهر الضخم والقوي قد يدفع بصاحبه للغرور، والثقة المفرطة بالنفس، لاعتقادهم أن هذا الحجم هو غاية الجميع ومن ضمنهم الفتيات، إلا أنهم على خطأ. فمعظم الفتيات لا تعجبهم هذه البنية المفرطة، والتي تشعرهنّ أنهن أقزام أمامهم. كما أن البعض يتخذ هذه العضلات كوسيلة مضمونة في العمل في الحراسة الشخصية أو العمل كمدربين في الأندية الرياضية، أو الدخول في المسابقات المحلية والدولية، أو الدخول في تصوير بعض العروض الرياضية والإعلانات للمنشطات والعقاقير والأندية الرياضية، لاعتقادهم أنها وسيلة للكسب السريع وبسبب البطالة المنتشرة بين صفوف الشباب. ولا ننسَ دور وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم هذه الظاهرة، وعرض صور للمشاهير من ذوي البُنى الضخمة، وعمل هالة عظيمة حول أهمية الجسم الرياضي الضخم، والمستوى الاجتماعي الذي يصلون إليه، وخاصة بعد فوز عربي مصري بجائزة " مستر أولمبيا" وهو ممدوح السبيعي أو "بيغ رامي"، حيث تسارعت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي في تفخيم الحدث وتداوله من مكان لآخر.
في نهاية المطاف عليك تقبل نفسك، وبناء لياقتك للحد المطلوب، ولا تتبع تقمص الأدوار التي لا يمكنك واقعيًا تقمصها. ابنِ عضلاتك بطريقة صحية وتدريجية، ولا تجعل الدعايات المغلوطة أن تثقفك بطريقة ملتوية، فأنت بحاجة نفسك وصحتك وقوتك.
المراجع:
1000 مشاهدة
