يمكن الإجابة على هذا السؤال بإستشهادنا ببعض ما قيل في كثرة الكلام :
- أولاً "حديث قدسي" حديث المعراج قال تعالى :يا أحمد عليك بالصمت فإن أعمر مجلس قلوب الصالحين والصامتين, وإن أخرب مجلس قلوب المتكلمين بما لا يعنيهم.
- ثانياً: قول عيسى عليه السلام : لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم, ولكن لا يعلمون.
- ثالثاً: قول الرسول عليه السلام: إن أحببت سلامة نفسك وستر معايبك فأقلل كلامك وأكثر صمتك, يتوفر فكرك ويستنير قلبك.
- رابعاً:قول علي رضي الله عنه : من كثر كلامة كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.
مما سبق نرى أن الموروث العربي يرشدنا إلى أن كثرة الكلام في غير موضعها قد تميت القلب لما لها من أثر على النفس والمجتمع, فكثرة كلام الشخص بكل ما لا يعلم وبكل ما ليس له به صله يجعله يستبيح كل محظور فلا يلقي بالاً لأي أمر أو أي شخص فهو ذو قلب ميت قادر على الخوض في أعراض الناس وفي خصوصياتهم, وهو ناشر للكراهية والحقد, وناشر للإنتقام والرذيلة, وناشر للكذب والشائعات , وهو يعمل على تفكك ترابط المجتمع وخلق التوترات والمشكلات لما يصدر عنه من كثرة الكلام في بعض الأحيان.
فمن يكثر الكلام دون أن يلقي بالاً على أثر ثرثرته هذه فهو ذو قلب ميت لا يمتلك من الإحسان والمعروف شيء وهو شخص ذو مشاعر ميته أناني لا يرى سوى نفسه ووجوده ضارباً بعرض الحائط كل من حوله وهنا نحن نجيب بالإجاب بأن نعم كثرة الكلام تميت القلب ومما سبق ذكره تعليل لذلك.