لماذا يصعب علينا فهم بعض الأشياء؟

السبب الرئيسي في عدم فهم الأشياء يكمن في عدم امتلاكك المعلومات الكافية التي يبنى على أساسها الفهم، وهو ما يطلق عليه اسم "البنيوية"، إذ يقوم الفهم على أساس البناء فما تبنيه في عقلك الآن من معلومات هو أساس لفهم جديد لاحقًا، وما لا يتم فهمه يشكل معلومة جديدة ليس لها أي بناء عقلي في بنيتك المعرفية، لكنها أساس بنيوي جديد يحقق فهم لاحقًا كذلك من أهم العوامل التي تتحكَّم في عملية الفهم ما لدى الشخص من ميول ورغبات.

حتى أوضح لك الفكرة بشكل أكبر إليك المثال التالي:

يقول خالد لصديقة (س) أنَّ "الضبط الاجتماعي" أساس تقدُّم الشعوب.

قد يرى صديق خالد أنَّ عبارة "ضبط اجتماعي" غير مفهومة بالنسبة له، فهو لا يمتلك أي معلومة سابقة تُمكِّنه من فهم هذا المفهوم أو المصطلح، ويحاول جاهدًا أن يبحث عن المعنى لكنه لا يراعي في البحث تتبع المصادر التي تراعي ما لديه من عمر وبنية وقدرات عقلية، مما يجعل عملية الفهم صعبة.

من المثال يمكنك أن تصل للنتائج التالية كسبب لعدم المعرفة:

1. الصديق (س) لا يمتلك أساسًا معرفيُّا حول مفهوم الضبط الاجتماعي.
2. محاولة اكتساب المعلومة للفهم من مصادر لا تتَّسق مع الصديق (س) من حيث القدرات العقلية والعمر سبب في عدم تحقيقه.
3. الصديق (س) لا يمتلك المعرفة الواسعة التي تمكِّنه من فهم كل ما هو محيط به، وعليه فالإنسان بعدم فهمه للأمور يتعلم ويطور ما لديه من بنية معرفية.

ومن ناحية أخرى يمكن أن أقدم لك أهم العمليات التي تحدث في العقل حتى تتم عملية الفهم، وأي خلل في هذه العمليات يعني عدم تحقق الفهم:

1. الاستماع: الاستماع أو استقبال المعلومات وسيلة.
2. الملاحظة: ملاحظة المعلومة جيدًا وتصينفها.
3. التحليل: وهي عملية تجزئة ما يتم اكتسابه من معرفة لتحقيق استيعاب معين، وتحديد مواضع التشابه والاختلاف بينها وبين معلومات مشابهة أخرى موجودة بالعقل.
4. التركيب: وهي العملية التي يتم فيها التوصُّل للنتائج والاستنتاجات والربط بينها، والتي يتحقق عنها الفهم الحقيقي.

والتخلي عن أحد هذه الخطوات في عملية إدراك المعرفة من حولك سبب في عدم الفهم.