لماذا تعتبر السنة الأولى من الزواج الأصعب على الإطلاق

لا أريد أن أكون فظة، إلا أنها الحقيقة، فأنا أرى كيف يتأمل حديثي الزواج بأن قيامها بالسكن سويا هو أمر مفرح وأنه نهاية للشقاء والبعد عن بعضهما وعدم قدرتهما على الالتقاء بحميمية كل يوم، إلا أنهما بعد الزواج وبعد أن يجمعهما بيت واحد، يبدأ كل طرف  بالتعرف على جوانب لم يكونا قد عرفاها عن بعض قبل الزواج، فيتفاجأ الزوج بزوجته، والزوجة بتصرفات زوجها، لدرجة أن بعض المتزوجات حديثا تفكر جديا في العدول عن الزواج، وتود الرجوع إلى بيت أهلها، وبأنها غير قادرة على الاستمرار مع هذا الشخص الجديد وأنها لم تعد تشعر بالسعادة بوجودها معه.

في أول سنة من الزواج، يعتقد كل طرف بأن الطرف الآخر لا يفهمه، وأنه مصدوم فيه وأن سقف توقعاته الخيالية لم يتحقق، فالفتاة على سبيل المثال تعتقد أن جميع أحلامها ستتحقق بعد الزواج، وذلك بسبب أن كل أمر كانت ترغب به وهي عزباء، كان يؤجل على أن يتم تحقيقه بعد الزواج، وعدم اطلاعها على حقيقة أن الحياة بعد الزواج ليست وردية، وأن عليها دورا هاما في كونها زوجة وسكن.

كذلك سيطرة أحد الطرفين على الآخر في أول عام، من أكثر الأمور التي تسبب خلافا بين الزوجين، فالزوج يرغب بأن تتحقق جميع أوامره والزوجة تريد من الزوج أن يتوافق معها في كل ما ترغب به، وهو أمر غير حقيقي، لأنه لكل منهما شخصية ولكل منهما رغبات ووجهة نظر تختلف عن الآخر، والعلاقة يجب أن لا تقام على انقياد الطرف للآخر تماما، ويجب تحقيق التوازن بينهما لتجنب الخلافات على رغباتهما وتطلعاتهما.

عدم معرفة كل منهما بدوره في هذه العلاقة، يتسبب بخلافات، وتحديد الأدوار أمر هام يجب الاتفاق عليه في مرحلة التعارف والخطوبة، بأن يقوم كل منهما بطرح حاجاته وتوقعاته على الآخر، فتعلم الزوجة واجباتها وحقوقها، ويعرف الزوج ما ينبغي أن يقدمه إلى بيته وزوجته وما لو من حقوق عليها، وهذا أمر يقلل نسبة الخلافات بعد الزواج، إلا أنه لا يحد منها تماما.

أيضا تدخل الأهل المستمر يؤدي إلى النفور بين الزوجين، فمن الأمور الحرجة أن يقوم الزوج أو الزوجة بإخراج سر البيت إلى الأقارب أو المعارف.

إن قلة الخبرة عندهما قد يدفعهما إلى الشكوى إلى الأهل لطلب حلا أو نصيحة، فلو كان الأمر من باب الاستشارة فلا بأس، إلا أن قبول الآراء المفروضة من خارج البيت عليهما أمر مرفوض ومؤذي ويتسبب في فقدان الأسرة الجديدة لخصوصيتها.

لذا لا بأس من الاتفاق على قواعد يتم اتباعها لتكون دليلا لهما في بداية حياتهما المشتركة، وذلك ليزهر حبهما وليكونا لبنة جديدة سعيدة في المجتمع، وليكون بيتهما الجديد سكنا هادئا لهما، وليكونا قد فهما بعضهما واعتادا على طباع بعضهما قبل إنجاب الأطفال وللاستقرار دون تسبيب الألم والحيرة والقلق بينهما في أول زواجهما.

اعتقد بسبب أن كل شخص جاء من بيئة مختلفة نشأ وتربى بشكل مختلف اكتسب الكثير والكثير من الأفكار والعادات والتقاليد والأعراف وتكونت شخصيته بتركيبة عقل معينة ونفسية معينة ثم عندما يريد أن يرتبط حتى ولو مكث فترة خطوبة طويلة لن يكون شفاف وواضح بشكل كامل تكون المراعاة عاليه ما قبل الزواج من الطرفين.

لكن في السنة الأولى تختلط بيئتان مختلفتان وعقلان وشخصيتين بل وعالمين مختلفين
تبدأ العشرة الحقيقية، قضاء وقت أطول مع بعض تكون الملاحظة من الطرفين كبيرة، التدقيق الذي يفسد جمال الحياة وتبدأ الخلافات التي تجعل الوقت لا يطاق.

خاصة وأن كان الطرفين يخبرون الآخرين بمشكلاتهم ويتلقون الكثير من النصائح التي ربما لا تناسب شُركائهم وما يزيد حياتهم سوء أنهم لا يملكون الوعي الكافي الذي يتطلب الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.

والتغافل والمراعاة وخلق اهتمامات مشتركة والانتظام في الخروج والتنزه وتجديد الروتين المستمر والكثير من الأمور التي من شأنها أن تسهل الحياة وتزيدها استقرار ورضى وأيضًا أن لا يعتبر الطرفين أنهم كل شيء في حياة بعضهم البعض بل إضافة رائعة على الحياة وأن يترك كل شخص منهما للآخر مساحته الخاصة ويدعمه على تحقيق أحلامه وإيجاد ذاته،
القليل من الوعي قد يجعل السنة الأولى بل وجميع السنوات أكثر سعادة 
 أكثر بساطة وحُب أقل فشل وصعوبة.

كائنان في بقعتنان مختلفتان من الكرة الأرضية بأنماط عيش مختلفة بطبائع أكثر اختلافاً، شاءت المشيئة باجتماعهم تحت سقف واحد طبيعي. بدائياً يحدث بعض الخلل والتصادم في بعض الأنماط والسلوكيات المعتادة كرفاهيه الحياة السابقة ومن هنا تكمن الصعوبة.

السنة الأولى أصعب في كل شيء ليس الزواج فقط ،،بل كل تجربة جديدة ،،زواج عمل ،مشروع دراسة تخصص ترحال وانتقال إلى مكان جديد كل هذه وغيرها بداياتها صعبة ،،،،
الأمر في الزواج ،،هو أننا نرسم بداية مقفلة ،،أي بمعنى لا تراجع فيها ولا تبديل،،،
الأمر حتمي وقاطع ان حياة جديدة مع أشخاص جدد ومواقع جديدة وأدوار جديدة ،،ومغامرة جديدة ،،كل شيء جديد ،،فالجدة ترهق الكاهل وتزيد من ثقل المسؤولية،
وإذا سلمنا جدلا ان الرجل والمرأة في كامل قواهما وملكاتهما وادراكهما بمدى المسؤولية والواجبات والحقوق ،،مع ذلك تكون السنة الأولى مرهقة وصعبة وتصل أحيانا إلى السنة الثالثة وأحيانا أخرى السنة الخامسة حتى يتأقلم الواحد منهما بنمط العيش الجديد ،،،وإلا فإن السؤال الذي يلازم هذا التشويش هو ،،،،،ما هذا الذي أوقعت نفسي فيه ،،وقد كنت في غنى عنه ،،،،،،،وما شابه من تساؤلات الندم والحسرة ،،،
لكن سرعان ما تتلاشى بفعل الزمن ومرور الوقت ليتأقلما، او ليستسلما للواقع ،،،،
وهكذا ،،يتقبل كل منهما الوضع ويتعايش معه، ويبدأ مشوارا جديدا وهو أكثر نضجا من ذي قبل ،،وأقل وأخف صدمات من ذي قبل،،،

 تعتبر الأصعب لكونها أول سنة يتغير المحيط الذي يحيطك بالسابق مع أهلك، والآن مع شخص غريب لم تتأقلموا مع بعضكم البعض إضافة إلى البروتوكولات والإتيكيت الذي يقومان به مع بعضهم البعض لأنهم شخصان جديدان بغض النظر عن فترة الخطوبة، فالآن أصبحتم تعيشان معاً.