ما هو أسوأ شعور قد يعيشه الإنسان؟

إن مشاعرنا تتحكم بشكل كبير في مسار حياتنا بحيث ان من الممكن لكلمة أو موقف ان يرفع روحنا الى السماء او ان ينزلها الى قاع الأرض. 
من وجهة نظري ان المشاعر سلبيةً كانت أو إيجابية تتلقاها أرواحنا، و تترك بصمة في قلوبنا من الصعب أن تمحى مع مرور الزمن. 
"إن ‏قطرة الماء في بيتِ النملِ تُعتبر بحرًا، الأشياء ليست بِحجمها بل بِتأثيرها"، لعل تلك الكلمات تعبر عن تجربة مررت بها في حياتي تركت بداخلي شعور اليأس الذي أعتبره برأيي من أسوأ المشاعر التي من الممكن أن تمر على الإنسان، فإن الكلمة برأيي حين تقال، و بالرغم من صغر حجمها، وعدم مرئياتها إلا أنها تترك في النفس جمرات بحجم الجبال، تسحب متلقيها في دوامة يتخللها المشاعر السلبية، و تحبس أنفاسه بصدره تاركةً ورائها نيران تشعل في روحه.
اليأس ذلك الشعور الذي ينتابنا عند العجز عن تغيير موقف أو ظرف يمر في حياتنا مما يجعلنا نقف مكتفين في ظلام الخوف، و فقدان الأمل الذي تعتبر من أسوأ المشاعر على الاطلاق. 
بخيث ان اليأس يجسد المشاعر السيئة التي لا أحد يتمناها لأي أحد، حتى الى العدو، ولعل السبب يعود الى تركها ندبة تتجمع على شكل ذكريات من الصعب محوها، حيث تنقلب حياة الفرد و تتحول الى جحيم داخلي تصفع نيران لهبه  صدره كلما استحضرت ذكرى تلك المشاعر. 

لكن مع كل غيمة مظلمة محملة باليأس يأتي معها الغيث الذي يطفئ نار المشاعر السلبية وحطب الكراهية، ولعل ماء التسامح، و الغفران يعطي روحك الشفاء، و يدلها على خيوط النور الذي تنتهي بأنسجة بالأمل، ليصبح اليأس انعكاساً لصورة غير مرئية في فؤادك تمحى و تترك ورائها شقوق لينبت منها غصون المحبة و التسامح. 
من وجهة نظري ان خيوط ضوء الخير و الاحسان الذي زرعته في حياتك تتخلل ظلام روحك و تطفئ شعلة نيران صدرك المحملة بالمشاعر السيئة، لينثر رمادها على ضفاف الذكريات و تترك لتأخذ مع أمواج النسيان.
لذلك لا تتوقع كثيرا من الناس حتى ان كانو اقرب الأشخاص اليك، و اعتبر كل موقف يمر في حياتك له تاريخ انتهاء يأخذ معه رماده و يغادر روحك، وكل ما عليك بعدها ان تشفي روحك بالكلمة الطيبة و مشاعر المسامحة والغفران التي تمكنك من رفع وعيك، و تجعلك تبتعد عن هالة الظلام التي تخلفها المشاعر السلبية و يستمر أثرها لسنوات. 


‏