لماذا يخاف بعض الناس من الإمامة في الصلاة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الخوف من الإمامة في الصلاة خوف طبيعي لأن إمامة الناس في الصلاة مسؤولية كبيرة، ويجب على من يقوم بهذه المهمة أن يكون صاحب فهم وفقه وعلم ودراية بأحكام الصلاة، كما أنه يجب أن يكون ممن يحفظ من كتاب الله تعالى بإتقان.

- وعلاج هذه المشكلة وهذا الخوف يبدأ من خلال النقاط التالية:
أولاً: التدرب على الإمامة من خلال أن تتخيل أنك تصلي بالناس، ويا حبذا لو قمت بصلاة بعض النوافل وتتخيل أنك في هذا الوقت أنك تؤمّ الناس في أحد الفروض.

- وممكن أن تقوم بتصوير نفسك عن طريق الفيديو، ثم بعد ذلك تقوم باسترجاع الشريط ومشاهدة أدائك، وسوف تجد أن أداءك ممتاز ومقنع جدّاً، ولكن لا بد من أن تربط وتزاوج ما بين خيالك والواقع، وهذا هو الضروري، فتصور أنك تصلي بالناس وكرر هذا وسوف تجد أنه مفيد لك.

ثانياً: التدرب على الإمامة من خلال إمامتك بأهل بيتك كالأب والأم أو إذا كنت متزوج أن تؤم بزوجتك وأولادك.

ثالثاً: إذا كنت لا تحفظ من كتاب الله تعالى فيمكنك بالبداية الاستعانة بالقرآن الكريم بأن تضع نسخة من الأجزاء المقعطة الصغيرة لكتاب الله وتضعه في جيبك وتقرأ منه وخاصة في صلاة النافلة (التراويح وقيام الليل) أما الفرض فلا يجوز لك أن تقرأ فيه من المصحف مباشرة.

رابعاً: أن تدرب نفسك على الاسترخاء وكيفيتها:

أن تضع نفسك في مكان هادئ كالغرفة مثلاً وأن تهيأ نفسك تماماً، بمعنى أن تبعد نفسك عن أي مشاغل وتفكير في مشاكل وتتأمل لحظة سعيدة مرت في حياتك، ثم بعد ذلك تستلقي وتغمض عينيك بسيطاً وتفتح فمك قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً جدّاً وبطيئا عن طريق الأنف – وهذا هو الشهيق – واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع بطنك قليلاً، ثم أمسك الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم – وهذا هو الزفير – ويجب أن يكون بقوة وبطء.

كرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، فهذا التمرين بإذن الله تعالى سوف يفيدك كثيراً، وحين تصلين في المسجد بالناس فلا مانع أيضاً مع تكبيرة الإحرام بأن تأخذ نفساً عميقاً نسبياً، وهذا أيضاً وجد أنه مفيد جدّاً.

خامساً: أن حاجز الرهبة والخوف ينكسر بعد أول تجربة.

- وأذكر من خلال تجربتي: أن أول صلاة صليتها بالناس في المسجد كان في وقت صلاة الفجر - حيث كان الإمام غير موجود وطلبوا مني الحضور أن أصلي بهم كوني ملتزم بالمسجد وكان عمري أقل من ثماني عشرة سنة - فتقدمت وكبرت تكبيرة الإحرام وبدأت بقراءة سورة الفاتحة وما تسير من كتاب الله تعالى، ولكن كت أن أقع على الأرض من الخوف وبدأت رجلي تهتز وأصبحت في موقف صعب ومحرج! وتمنين أن أنهي الصلاة بأسرع وقت، حتى أنهيتها والحمد لله، وبعد ذلك أخذت أم الناس في أي مكان بدون أي رهبة وأي خوف وبإمكاني الآن أن أم واصلي إماماً بالحرم المكي أو المدني أو القدسي والحمد لله.

سادساً: كما أن هناك دراسة تقول إن التركيز والنظر لموضع السجود يساعد كثيراً في تحسين التركيز ويقلل من الخوف، كما أنه وجد أن الشخص حين يقرأ في الصلاة الجهرية ويحاول أن يتحكم في تلاوته بالرفع والخفض وتحقيق بعض الأحرف بصورة قوية وشديدة وكذلك الحرص على المدود، وجد أن هذا يؤدي إلى استشعار داخلي ويقظة داخلية ذاتية تقلل من الخوف وتقلل من القلق وتعطي طاقات إيجابية جديدة، فأرجو أن تكون أيضاً حريصاً على ذلك.

سابعاً: وهناك طريقة وهي أن تتخيل أنه لا أحد خلفك من المصلين - بحيث ينقل إلى خياله بأنه غير مراقب من قبل الآخرين- فهذا يساعد على إزالة الرهبة والخوف من إمامة الناس.