لماذا طلق رسول الله صل الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة بنت عمر

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ورد عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ، ثُمَّ رَاجَعَهَا " رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني في ( السلسلة الصحيحة) 

وكذلك عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " لَمَّا طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ أُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، فَرَاجَعَهَا " رواه الحاكم في "المستدرك" وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. 

 إذاً فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما  بالفعل، طلقةً واحدة، ثم راجعها وأعادها لعصمته  صلى الله عليه وسلم.

 لكن لم يرد حديثٌ صحيح يبين سبب الطلاق بوضوح.

  غير أن  أهل العلم ربطوا بين هذا الطلاق والحادثة التي ذكرتها سورة التحريم، خاصةً الآية الكريمة: " وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ " ( سورة التحريم، الآية: 3 ) 

  خاصةً أنه ثبت أن التي أسر إليها النبي صلى الله عليه وسلم بحديثه هي أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها . 


 فما القصة ؟  وما تفسير الآية الكريمة؟


  يروي العلماء في تفسيرهم للآية الكريمة حادثة ألخصها أنا بالتالي:  ذات يوم  خلا النبي صلى الله عليه وسلم بزوجته السيدة مارية القبطية رضي الله عنها في بيت السيدة حفصة وفي يومها، وهي التي عُرفت بشدة غيرتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلذا غضبت  السيدة حفصة كثيراً، ولأجل ارضائها قام النبي صلى الله عليه وسلم بتحريم زوجته السيدة مارية على نفسه بيمين أنه لا يقربها، وفي نفس الوقت طلب من السيدة حفصة ألا تخبر أحداً بيمينه هذا. 

لكن السيدة حفصة رضي الله عنها لم تكتم السر طويلاً، بل سارعت للذهاب للسيدة عائشة رضي الله عنها  وأخبرتها  بسرّ رسول الله وأنه حرّم السيدة مارية عليه، فأطلعَ اللهُ عزّ وجلّ النبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على الأمر، وأخبره أن السيدة حفصة لم تحفظ السر، بل وتظاهرت مع السيدة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه هي قصة الآيات الأولى من سورة التحريم: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ..."  إلى قوله: " وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ". ( راجع تفسير القرطبي مثلاً لهذه الآيات ) 

ثم  أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يراجع السيدة حفصة رضي الله عنها، ويُرجعها لعصمته. 

  ويُروى أنه لما طُلقت السيدة حفصة حزن سيدنا عمر رضي الله عنه حزناً شديداً، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا،  فنزل جبريل في اليوم التالي على الرسول صلى الله عليه وسلم حاملاً لها ثلاث مسرّات: فقد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ارجاعها، وأثنى عليها بأنها كثيرة الصوم وكثيرة الصلاة في الليل، ومبشراً لها بالجنة:   " إن الله يأمركَ أن تراجع حفصة، فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة" .
 

ونلاحظ هنا أن الأحاديث الصحيحة لم تفصل وتوضح في سبب الطلاق بنصوصٍ صريحة واضحة، ولعل في ذلك حكمة هامة في الإشارة إلى الأدب الذي ينبغي أن يكون في هذه القضايا، فالرجل إذا طلق امرأته لا ينبغي له أن يفشي سرها، ولا أن يصفها بما تكره، ولا أن يخوض في أسباب طلاقها. 

 كما أن فيه تعليم الأدب وفقه الأولويات للمسلم أن لا يخوض في  تفاصيل مثل: لماذا تزوج فلان، ولأي شيء طلقت فلانة،  وما شابه  فإنه لا منفعة ترجى من تكلف البحث ومعرفة أسرار هذه الخصوصيات.   

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة