لم يُطلقها الرسول صلى الله عليه وسلّم؛ لأنه لم يعقد عليها أصلاً!
مارية بنت شمعون القبطية، (أم إبراهيم) هي جارية مملوكة للنبي صلى الله عليه وسلم، مصرية الأصل، وقد أهداها المقوقس كبير القبط صاحب مصر والإسكندرية سنة سبع للهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت نصرانية وأسلمت.
مصطلح "أمهات المؤمنين" يُطلق عند أهل العلم
على كل امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل بها، وإن طلقها بعد ذلك.
وعلى هذا فإن من عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل بها فإنها لا يُطلَق عليها لفظ " أم المؤمنين " ومن دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التَّسَرِّي لا على وجه النكاح لا يُطَلق عليها "أم المؤمنين" كمارية القبطية، ويؤخذ ذلك من قوله تعالى في سورة الأحزاب:{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
فنستنتج من ذلك أن
مارية القبطية ليست من أمهات المؤمنين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها. وإنما تسرّى بها فولدت له إبراهيم،
وكونه صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها وكانت مملوكة له فهو لا يمكن أن يطلقها.
ومع أنها ليست من أمهات المؤمنين، فإنه لا يجوز لها الزواج بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وكما قال الماوردي:
" فأما من وطئها من إمائه، فإن كانت بَاقِيَةً عَلَى مِلْكِهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ مِثْلُ مَارِيَةَ أُمِّ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ حَرُمَ نِكَاحُهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ لَمْ تَصِرْ كَالزَّوْجَاتِ أَمًّا لِلْمُؤْمِنِينَ لنقصها بالرق، وإن كان قد باعها وملكها مشتريها بقي تَحْرِيمِهَا عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَجْهَانِ كَالْمُطَلَّقَةِ "
[1] [1] الماوردي: الحاوي الكبير، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1999م - 9/ 21.