لماذا حرم الإسلام خلوة الرجل بالمرأة؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 حرم الله تعالى خلوة الرجل بالمرأة لأن هذه الخلوة تعتبر مقدمة من مقدمات الفاحشة والزنا! وتعتبر من خطوات الشيطان التي حذرنا الله تعالى من القرب منها في قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة النور (21).

- كما حذرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الخلوة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: (لا يخلُوَنَّ رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجَّةً، وإني اكتُتِبْتُ في غزوة كذا وكذا، قال: (انطلق فحُجَّ مع امرأتك) متفق عليه.

- فقد بيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم دور الشيطان في الخلوة بين الرجل والمرأة حيث يقوم بتزين الفاحشة لهم، وبالتالي الوقوع في الحرام وجريمة الزنا أو مقدماتها!

- كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم الخلوة حتى مع أقارب الزوج من النساء إلا المحارم، فلا يجوز للمسلم أن يخلو بزوجة عمه أو خاله أو أخيه، ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخولَ على النساء) قالوا: يا رسول الله، أرأيتَ الحمو؟ قال: (الحمو والموت) رواه مسلم.
-أي أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه أحد ممن يراه بخلاف الأجنبي.
 
- وقد كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والسلف الصالح رحمهم الله يحذرون الناس من خلوة الرجل بالمرأة، فهذا عبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول: "وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي وأن لي ما تطلع عليه الشمس"

- وقال ميمون بن مهران: قال لي عمر بن عبدالعزيز: يا ميمون بن مهران، إني أوصيك بوصية فاحفظها: "إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم، وإن حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن"

كما قال كبير التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله: "ما أَيِسَ الشيطانُ من شيء إلا أتاه من قِبَل النساء، ثم قال وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى: ما شيء أخوف عندي من النساء وقال أيضًا: ما خفت على نفسي شيئًا مخافة النساء، فقيل له: يا أبا محمد، إن مثلك لا يريد النساء، ولا تريده النساء! فقال: هو ما أقول لكم، وكان شيخًا كبيرًا أعمش"

- والأمثلة على الخلوة المحرمة كثيرة منها:
-ما يتساهل فيه بعض المسلمين من خَلوته بإحدى زوجات أقاربه.
- خلوة الطبيب بالمريضة.
- خلوة المدير بالسكرتيرة.
- وخلوة ركوب المرأة وحدها مع أجنبي في السيارة.
- وخلوة المرأة مع الخياط خلف الستارة ليأخذ مقاسها.
- وخلوة المرأة عند مصفف الشعر ليزين لها شعرها كما تفعل بعض النساء!!
- وخلوة المرأة الدكان والمتجر.
- وخلوه الرجل بالخادمة في البيت.
- وخلوة المرأة بالرجل في المصعد الكهربائي.

- وقد ورد ذكر الخلوة في الموسوعة الفقهية وبيان ما يحرم منها وما يجوز: ولا تجوز خلوة المرأة بالأجنبي ولو في عمل، والمراد بالخلوة المنهي عنها أن تكون المرأة مع الرجل في مكان يأمنان فيه من دخول ثالث.

- قال الإمام أبو حنيفة: أكره أن يستأجر الرجل امرأة حرة يستخدمها ويخلو بها، لأن الخلوة بالمرأة الأجنبية معصية.
- ومن المباح في الخلوة بمعنى انفراد رجل بامرأة في وجود الناس، بحيث لا تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما. فقد جاء في صحيح البخاري: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها. وعنوان ابن حجر لهذا الحديث بباب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس، وعقب بقوله: لا يخلو بها حديث تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس.

- وقد تكون الخلوة بالأجنبية واجبة في حال الضرورة، كمن وجد امرأة أجنبية منقطعة في برية، ويخاف عليها الهلاك لو تركت.