قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في غزوة أحد في السنة الثانية للهجرة ، على يد وحشي بن حرب ، وكان وقتها عبدا حبشيا يرغب في التحرر من العبودية ، وكان حمزة بن عبد المطلب قد قتل عم سيده جبير بن مطعم في غزوة بدر ، فأخبر جبير بن مطعم عبده وحشي أنه إن قتل حمزة انتقاما لمقتل عمه على يديه في بدر فإنه حر .
فلما كانت غزوة أحد ، وبدأ القتال وأخذ حمزة رضي الله عنه يشق صفوف المشركين وينكل فيهم ، ترصد له وحشي من بعيد بحربته ، وكان راميا بالحربة لا يكاد يخطأ ، فرماه بحربته فاستقرت الحربة في أسفل بطن حمزة ، فمشى بضع خطوات ، ثم قتل شهيدا رضي الله عنه وأرضاه .
ثم مثلت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بجثه حمزة وكانت على شركها بعد ، فقطعت آذانه وبقرت بطنه وأخذت كبده انتقاما لقتله أبيها في غزوة بدر أيضا .
وقد حزن رسول الله على مقتله كثيرا ، وكان يعظمه ويحبه ، وتوعد أن يمثل بسبعين من المشركين انتقاما له ، فنزل قول الله ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) فقال عليه السلام : بل أصبر .
أما وحشي قاتل حمزة فكان من شأنه أنه بعد أن نال حريته بقتله حمزة ، بقي في مكة ، حتى فتحها رسول الله فهرب إلى الطائف ، ثم غزا رسول الله الطائف وحاصرها ، فضاقت عليه الدنيا ، فألقى الله في قلبه أن يسلم ، فأسلم ثم جاء رسول الله في المدينة معتذرا طالبا العفو والصفح ، فقبل رسول الله إسلامه وعفا عنه ، ولكن أمره أن يغي وجهه عنه لئلا يتذكر ما حصل مع عمه .
فلما مات رسول الله عليه السلام وارتدت العرب ، وبدأت حروب الردة في عهد أبي بكر ، وتوجه جيش المسلمين لقتال مسيلمة الكذاب ، وحصلت معركة اليمامة ، كان وحشي رضي الله عنه حريصا على قتل مسلمية الكذاب تكفيرا عن ذنبه بقتل حمزة ، فترصد له ، حتى رماه بحربته واشترك مع رجل من الأنصار بقتله .
فكان وحشي رضي الله عنه يقول ( قتلت خير الناس بعد محمد - يعني في المرتبة وهو حمزة - ، وقتلت شر الناس بعد محمد - يعني في الزمن وهو مسليمة الكذاب - ) .
والله أعلم