لم يرفض الرسول صلى الله عليه وسلم مقابلة وحشي بن حارب قاتل عمه حمزة بن عغبد المطلب - رضي الله عنه - ولكنه قال له: لا تريني وجهك بعد اليوم!!
- وقصة مقتل حمزة - رضي الله عنه - تتلخص كما يرويها جعفر بن عمرو الضمري لما روي عن وحشي أنه قال: (كيف قتل وحشي مسيلمة الكذاب - حيث قال وحشي: (فلما رجع الناس – يعني من أحد- رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: آنت وحشي قلت: نعم، قال: أنت قتلت حمزة قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار، كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته.) أخرجه البخاري
-وعن الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال: (لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: ما لك يا عمرو؟ قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟) أخرجه مسلم.
- وبالتالي يعتبر حشي بن حرب رضي الله عنه، من الصحابة، وقد توفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
-فعندما أقدم على قتل حمزة رضي الله عنه كان في جاهليته، وبعد ذلك أسلم، ثم تاب وأسلم، ومن تاب إلى الله تعالى قبل موته تاب الله عليه وغفر له، ولأن الإسلام يجبّ ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها. وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد الطائف، فثبتت له الصحبة، فنترضى عنه.
-والمقصود بالصحابي هو: من لقي أو رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤمن به ، ومات على ذلك.
- وكان وحشى رضي الله عنه يقول: (قتلتُ بحربتي هذه خيرَ الناس في الجاهلية - حمزة ـ، وقتلت شر الناس في الإسلام - مسيلمة الكذاب ـ)
- وكان سبب قتل وحشي لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه - كما يرويها وحشي: "أن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن خيار بدر، فقال لي مولاي جابر بن مطعم: إن حمزة قتل عمي، قال: أنت حر، فقال: إذا كان الناس في عيونهم، وعيون الجبل في حالة أحد، في واد بينه وبينه، خرجت مع الناس للقتال، فلما اصطفوا للقتال، سبعة فخرج فقال: هل يوجد خصوم، فقال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سبأ يا ابن أموم، نمر به شظايا، أوحّد الله ورسوله؟: ثم شدّها فكانت مثل ذهب الأمس، قال: كنت حملاً تحت صخرة، فلما اقترب مني رميتها عليه، ووضعته بحربي " أخرجه البخاري وأحمد
كان الدافع مجرد الحصول على حريته، ولم يكن هناك حقد شخصي بينهما، ولا يعتبر الدين الجديد صحيحًا.