هذا غير صحيح ولم يثبت في كتب السنة والسيرة النبوية بأن هند بنت عتبة قد أكلت أو لاكت شيء من كبد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
- فقتل الصحابي حمزة بن عبد المطلب ثابت وقد ثبت بأن بطنه قد شقت ولكن لم يثبت بأن هند بنت عتبة أكلت كبده فلم يثبت فيه شيئا.
- وعلى الرغم بأن قصة أكل السيدة هند بنت عتبة من كبد الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في غزوة أحد، لا يكاد يخلو من بعض كتب السيرة أو التاريخ وعلى الرغم من شهرة هذه القصة وبقولهم بأن هند آآكلت الأكباد إلا أنها غير صحيحة ولا يجوز نشرها وتداولها بين الناس.
- وكانت هند من النساء اللواتي أهدر الرسول عليه الصلاة والسلام دماءهن يوم فتح مكة ولكنه صفح عنها عندما جاءته مسلمة تائبة لله تعالى وقد أعلنت إسلامها يوم فتح مكة بعد أن أسلم زوجها أبي سفيان.
- وقد أخرج البيهقي في الدلائل من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير بقصة أحد، وفيها: «ووجدوا حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بقر بطنه، واحتملت كبده، حملها وحشي، وهو قتله وشق بطنه، فذهب بكبده إلى هند بنت عتبة في نذر نذرته حين قتل أباها يوم بدر)
وهذا إسناد مرسل ضعيف؛ ولم يثبت منه شيء فعروة بن الزبير من مشاهير التابعين، وابن لهيعة كان قد اختلط بعد احتراق كتبه.
- وكل الروايات التي تقول بأن هند بنت عتبة قد أكلت من كبد الصحابي حمزة فإنها مرسلة وغير صحيحة ولم تثبت وجميعها ضعيفة، وهي قصص غير ثابتة.
حتى زعمهم بأن هند قد قامت بتأجير وحشي وطلبت منه أن يقتل حمزة فهذا غير صحيح ولم يثبت ذلك.
بل الثابت هو الذي رواه البخاري في الصحيح؛ (أن الذي أمر وحشيًّا بقتل حمزة هو جبير بن مطعم انتقامًا لقتل عمه ببدر؛ فعن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، قال: «خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قدمنا حمص، قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في وحشي، نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم... » ثم قال على لسان وحشي: «إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر... »
وهناك اختلاف في الرأي بقصة أكل هند بنت عتبة لكبد حمزة بن عبدالمطلب
فقد روى الإمام أنه قال: (حدثنا عفّان قال: حدثنا حمّاد قال: حدثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن بن مسعود رضي الله عنه قال: "... فنظروا فإذا حمزة قد بُقر بطنه، وأخذتْ هند كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تمضغها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلتْ شيئًا؟ " قالوا: لا، قال: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار) ".
وهذا الحديث صححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند لكنه ضعفه ابن كثير والشيخ الألباني رحمه الله تعال وقد تفرد به أحمد ونقله ابن كثير في التفسير 2: 262 - 263 والتاريخ 4: 40 - 41، وقال في التاريخ: هذا إسناده فيه ضعف وقال البخاري: هو منكر الحديث
وكذلك حسنه شعيب الأرناؤوط ومن معه في تحقيق المسند. وحسن القصة أيضا الشيخ علوي السقاف في كتابه (تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن) فقال: قصة تمثيل هند بنت عتبة بحمزة رضي الله عنه، (وقد جاءت هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، فبقرت بطن حمزة، وأخرجت كبده، ولاكتها، فلم تقدر عليها، فألقتها) وقال عنه حديث حسن.
أما تمثيل المشركين بشهداء المسلمين يوم أحد فهو ثابت، كما في صحيح البخاري.
* وعلى أي حال فإن كانت القصة صحيحة كما ذكرها بعض الرواة فلا يخفى أن هندا ـ رضي الله عنها ـ قد أسلمت وحسن إسلامها، والإسلام يجب ما قبله