حتى تتمكن من الوصول لمرحلة قطع الوعود والعهود والالتزام بها على المستوى الشخصي لا بد من: تحديد المسؤولية الحقيقية، ومعرفة ما لديك من مهارات وقدرات تساعد على الالتزام بالوعد، وتطوير قيم اتجاه المفاهيم التي ترتبط بالعهود، وامتلاك مهارة اتخاذ القرار، وتطوير مهارة تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي العاطفي والتخلص من التبعية وتحقيق الاستقلالية.
تحديد المسؤولية الحقيقية: القدرة على تحديد المسؤولية الحقيقية فيما تأخذ على نفسك من عهد ووعد يساعد على تحديد الدوافع المحركة لك كإنسان ففي الأمور التي تخلوا من المسؤولية الواضحة والشخصية ستجد نفسك تضع المبررات وتبعد النفس عن المسببات للالتزام بما عليك من أمر، حيث في حال عدم تحديد المسؤولية يمكن أن تقول بأنك غير ملزم أو أنك غير مسؤول أو أنك غير مجبر على تنفيذ هذه الوعود، وهنا تتوانى عن الالتزام ولا تحققه، ومن الأمور التي لا بد من مراعاتها أثناء أخذ العهود على النفس مبدأ الرضوخ والخجل، لا تتخذ أي قرار بأخذ عهد على نفسك وأنت تشعر بالرضوخ لأنه بعد فترة من الوقت ستشعر بأنك تحت ضغط معين ولا تشعر بالرضا النفسي وتظهر السلبية وهذه كلها سبب في عدم القدرة على الالتزام بالوعود، نتيجة عدم الشعور بالحرية في اتخاذ القرار.
معرفة المهارات والقدرات التي تساعد على الالتزام بالوعد: معرفة ما لديك من قدرات وتحديد ما يمكن القيام به وما لا يمكن القيام به أمر مهم في قطع الوعود والقدرة على الالتزام بها، وعليه لا يمكن أن تقطع وعد على نفسك وأنت تفتقد مهارات القدرة على تنفيذه، فمثلا الأخ الذي لديه مبلغ من المال بسيط ويلبي فقط احتياجاته لا يمكن أن يلزم نفسه بوعد أن يقدم لأخيه الأصغر الهدايات التي تفوق في سعرها المبالغ التي لديه، وهنا هذا الوعد مرفوض لأن الأخر الأكبر لا يمتلك المهارة التي من خلالها يمكن توفير المال، وسيضطر للجوء لأحد الأبوين وبالتالي القرار لم يعد قراره هنا ووعده غير صحيح ولن يقدر على الالتزام به لأنه فاقد للقدرة والمهارة (توفير المال) التي تحقق متطلبات ولوازم تحقيق الوعد وإتمامه.
تطوير قيم اتجاه المفاهيم التي ترتبط بالعهود: حتى تتمكن من تحقيق الوعد وأخذه على نفسك في الوقت المناسب لا بد أن تكون لديك مجموعة من الأفكار والمبادئ والعقائد التي تعطي مفهوم الوعد والالتزام به قيمة معينة بحيث لا يمكن المساس بها بإيجاد قدسية معينه. ومن أهم الأمور التي لا بد منها في هذا الجانب ربط الصدق والثقة والأخلاق بمفهوم الالتزام بالوعد.
امتلاك مهارة اتخاذ القرار: القدرة على تحديد ما لديك من توجه وأهداف ومبادئ في هذه الحياة والقدرة على تحديد الإيجابيات والسلبيات في الأمور من حولك يعطي القدرة على تنمية مهارة اتخاذ القرار ضمن اخذ الوعود والالتزام بها وهنا يمكن القول إنه كلما كانت الوعود والعهود متسقة مع الأهداف والمبادئ والقيم الشخصية كلما كانت القدرة على الالتزام بها أكبر.
تطوير مهارة تحمل المسؤولية: القدرة على تحمل مسؤولية الأفعال في مختلف الأمور يجعل من الالتزام ظاهر اثناء اخذ الوعود وتحقيقها، فالشخص الذي يعلم نفسه بأنه متحمل لمسؤولية افعاله سيعلم أن عدم الالتزام بالوعد ينتج عنه عدة أمور ولا بد من تحملها والتعامل معها بشكل فردي بعيدًا عن إلقاء اللوم على أحد آخر خارج دائرة النفس. ومن ناحية أخرى يعلم أن التزامه تحقيق الوعد والعهد سبب الحصول على نتائج إيجابية على المستوى الشخصي وعلى الآخرين وبالتالي ينفذه بطريقة سليمة.
تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي العاطفي: القدرة على إيجاد علاقات اجتماعية سليمة قائمة على أسس متبادلة يعني القدرة على الالتزام بالوعود والعهود وهنا نجد الشخص الذي يأخذ على نفسه عهد اتجاه صديقة ويحققة ويلتز به مؤسس لعلاقة اجتماعية تفاعلية. قائمة على أسس سليمة وصحيحة بعيدة عن الكره والسلبية والحقد، فهي قائمة على الحب والدعم بشكل أساسي وأولي.
التخلص من التبعية وتحقيق الاستقلالية: عندما تمتلك القدرة على التحكم بنفسك في مختلف المجالات يمكن أن تكون قادر على أخذ الوعود والعهود ولكن في حال كنت متبع لأحد أو لجماعة لا يمكن أن تحقق الالتزام المطلوب لأنك لا تمتلك حرية الإرادة والإدارة في حياتك الشخصية، وعليه حتى تتمكن من أخذ الوعود والالتزام بها لا بد من أن تحقق الحرية الشخصية والاستقلالية في الجانب النفسي والعاطفي والمادي والجسدي والاجتماعي والانفعالي.
50 مشاهدة
