إلى أي مدى قد يكون مجدياً الذهاب إلى طبيب نفسي؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
١٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
لقد رافقت مرة أحد طلابي الذين درستهم عندما كنت مدرسة لعيادة طبيب نفسي بطلب من والدته، لأنه كان بحاجة لهذه الزيارة حيث كان يقول أنه يرى أشياء وأشخاص غير موجودون، وكان أحياناً يضحك بشدة وأحياناً يبكي بحرارة دون سبب... كان ذلك قبل حوالي 8 سنوات، ولكن كشفية الطبيب كانت 50 ديناراً، كما حدد له مواعيد زيارة دورية، ولكن الشاب رفض العودة له مرة أخرى لأنه يعلم أن أمه قد تداينت أجرة الكشفية، وأنها غير قادرة على دفع 50 ديناراً كل أسبوع، بالإضافة لثمن الأدوية التي وصفها له فوراً دون أن يتحدث معه كثيراً.
 
 برأيي... يجب أن تكون كشفية الطبيب النفسي محددة ومعقولة ، وكأي طبيب آخر قبل أن نناقش موضوع زيارة الطبيب النفسي وهل هو أمر مجدٍ أم لا... ففي القصة التي حدثت أمامي مع هذا الشاب الذي كان مقتنعاً فعلاً بأن عليه التوجه للطبيب النفسي ليضع يده على مشكلته وليوجهه لعلاجها رفض استكمال الطريق بسبب هذا العائق، وغيره الكثيرون أيضاً.
 
 أنا مع أن يزور الشخص اختصاصي نفسي إن كان يعاني من مشكلة نفسية معينة، ولكنني أفضل دائماً ترك هذه الجزئية للنهاية، ليس لأنني أعتبر أن هذا الأمر عيب، بل لأنني أؤمن أن كل واحد فينا يجب أن يكون طبيب نفسه الأول، وأن يفهم نفسه ويستشعر إن كان بخير أم لا، ويحاول أن يداوي نفسه بالتخلص من التوتر والإجهاد عن طريق الاسترخاء وممارسة الرياضة وأن يحيط نفسه بمن يحب من المتفائلين، وأن يخرج للاستمتاع بالطبيعة. وإن لم يجدي الأمر فإنني أنصح بالتحدث لشخص قريب والفضفضة له، وإن لم يجدي هذا أيضاً فلا بأس من زيارة الأخصائي النفسي.

معظم المشكلات النفسية التي نعاني منها ناتجة عن الضغط النفسي والتوتر والظروف المحيطة بنا... ولو حسنا نمط حياتنا وانظرتنا للأمور فإن جزءاً كبيراً منها سيختفي.

فأنا مع زيارة الأخصائي النفسي في الحالات التي نشعر فيها بأننا بحاجة لتدخل ومساعدة لا نستطيع تقديمها لأنفسنا، ولكن عليك باختيار الأخصائي المناسب الذي يستمع إليك ويحاول تفهمك ويساعدك على فك ألغاز نفسك بالنقاش، لأنه -وللأسف- هناك الكثير من الأخصائيين الذين يستسهلون موضوع اللجوء للأدوية والمهدئات.

أنا لا أقول أنني ضدها، ولكن لي عليها بعض التحفظات إن زادت عن حدها وإن تم اللجوء إليها منذ بداية رحلة العلاج دون تجريب الوسائل الأخرى التي قد تجدي نفعاً دون أن تتسبب لنا بأضرار وتأثيرات جانبية. وعلى الأخصائي كذلك أن ينصح المريض بالجرعة المناسبة والمدة المناسبة التي يجب ألا يتعداها عند أخذ الدواء حتى لا يصل لمرحلة الإدمان أو حتى لا يعتاد على الدواء فيصبح مفعوله كمفعول الدواء الوهمي.

أعتقد أن موضوع زيارتنا للأخصائي النفسي ترتبط بعدة أمور منها:

- تخفيض أجرة الطبيب أو الأخصائي النفسي وشمولها في التأمين الصحي للشخص كشأن باقي الأطباء.
- أن يؤمن كل منا أن صحته النفسية قد تتراجع وتتعرض لبعض المشكلات والأمراض شأنها شأن الصحة الجسدية، وهذا ليس عيباً.
- أن يتبع الأخصائي النفسي بروتوكولات وأساليب العلاج التي يفرضها عليه ضميره المهني، وألا يلجأ لوصف الأدوية والمهدئات قبل الاستماع للمريض حتى.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة