ولد عام 1948 في حي متواضع في مدينة بروكلين، ثم انتقل لاحقا مع أبويه إلى نيويورك طوال طفولته عاش حياة أقل من عادية بل كانت أقرب إلى الفقر.
منذ قدومه إلى الدنيا وهو يعي صعوبة الحياة التي يعيشها، فهو كطفل لم يكن همه شراء لعبة أو الذهاب للعب مع أصدقائه، إنما كان يفكر بالطريقة التي ستجعل حياته أفضل، الحياة التي ستؤمن له الطعام والشراب، كان يفكر دائما كيف سيتمكن من مساعدة والده.
لذلك أوجد لنفسه عملاً وهو ابن العشر سنوات، كان يجمع الزجاجات من الطرقات وينظفها ويعاود بيعها مجددا كل زجاجة مقابل 2 سنت فقط، لكن هذا العمل لم يكن مجديا ولاحظ أنه لا يمكن أن يعتمد عليه فهو لا يجني منه سوى القليل.
بحث مجددا عن عمل آخر ووجد فرصة في إحدى الصحف، إذ عمل من خلاله كموزع لصالح هذه الشركة وكان يقوم بتوزيع 400 صحيفة في اليوم الواحد.
لم يتوقف يوما عن العمل كان دائما يحاول ويقبل بأي فرصة تقدم له، طبعا كل هذا التعب والإرهاق كان إلى جانب دراسته، لم يتوقف عن الدراسة أبدا كان يحب العلم جدا ومقتنع تمام الاقتناع أن الأمر الوحيد الذي سيحسن من أحواله وأحوال عائلته هو دراسته كان حلمه الوحيد دائما أن يدخل الجامعة ويتخرج طبيباً، لينهي بذلك معاناة العائلة.
بالفعل أنهى تعليمه الثانوي وتحقق حلمه، أخيرا دخل الجامعة وانهى سنة تقريبا من تعليمه، لكن من جديد الحياة تقف أمامه لتخبره أنه لا يمكن له الاستمرار بالتعليم، فمتطلبات دراسته المالية زادت وحالتهم تتراجع. لم يتوقع أن هذا الحلم سيتوقف هنا، لم يكن يعلم أنه لم يتشارك مع شباب جيله هم الدراسة والاختبارات، كما حدث في طفولته تماما لم يتشارك مع أي طفل هم اللعب وتعب اللعب.
في طفولته وشبابه كان لديه هما واحدا أن يجمع المال ليعيش، فقط من أجل أن يعيش.
توقف عن التعليم ولم يعد طالب جامعي، توقف وتوقف معه آخر الحلول التي كان يملكها.
لكن أمله لم يتوقف ولا جهوده ولا أحلامه، لم يتوقف عن العمل أيضا إنما زاد إصراره على إيجاد مصدر للدخل، زاد إصراره على البدء بعمل جديد أصبح يؤمن بجدية العمل أكثر من أي لحظة مضت.
في يوم من الأيام زارهم صديق للعائلة كان شخص غني نوعا ما، جلس معه وسأله عن حاله، فأخبره عن نفسه، أخبره كل شيء كيف أن الحياة تبدو أصعب مع مرور الوقت، كيف اضطر لترك الجامعة، كيف باتت الديون تزداد وتزداد، فضفض له عن كل شيء وأنهى حديثه بطلب المشورة من هذا الصديق قال له: شُر علي ماذا أفعل؟
لحسن الحظ أن هذا الرجل رأى في عيون الشاب كم هو جاهز لعمل أي شيء كي يخرج ويتخلص من همه، رأى حجم الطاقة والإرادة التي يملكها هذا الشاب.
فأخبره عن مشروع كان قد لفت نظره، أشار عليه بأن يفتتح مطعم يقدم الوجبات السريعة وحدَّثه عن الموضوع مطولا بكل تفاصيله، وأخبره عن قصة حقيقة لشاب نجحت معه الفكرة وجنت له الكثير من الأموال بسبب مطعم للوجبات السريعة، قال له حينها:
"سأعطيك مبلغ من المال لتفتتح المشروع على أن أكون شريك به".
لم يتردد ووافق على العرض فورا، بدأ بالبحث جدياً عن محل مناسب لبدء عمله وفعلا تمكن من إيجاد واحد في مدينة بريدبورت في ولاية كونيتكيت، ثم عمل على التجهيزات التي كان يحتاجها المطعم لم يكف المبلغ لعمل ديكورات أو أي تجهيزات إضافية للمحل، لذلك اضطر إلى ابتكار ديكوراته ووضع لمساته الخاصة.
و بالفعل في 28 أب عام 1965 افتتح المطعم، وكانت قد بلغت مبيعاته في اليوم الأول 312 سندويشة، ووزع المشروبات الغازية بالمجان، تمكن هذا الشاب من افتتاح 33 فرعاً آخر خلال عشر سنوات.
أما الآن فنحن نتكلم عن 42 ألف فرع موزع على 100 دولة مختلفة، نحن نتكلم عن أكبر سلسلة مطاعم حول العالم نحن نتكلم عن ثروة تقدر بمليارات الدولارات.
إنها قصة فريد ديلوكا مؤسس سلسلة مطاعم "صب واي" العالمية بالشراكة مع بيتر باك.
تبهرنا البدايات المتواضعة دائما، فكل الذين يحققون أرقام خيالية كانت بداياتهم واحدة، من الصفر أو أقل من ذلك.
النقاط المحورية التي أدت إلى هذا النجاح الباهر:
- كان السباقين في وضع الثلاجات والبرادات الزجاجية التي تمكن العميل من رؤية ما يوضع في سندويشته.
- اعتماد كل ما هو طازج من خضراوات والخبز أيضا كان يصنع داخل المطعم.
- اعتبر صب واي كأفضل مطعم يقدم وجبات صحية وساعد الناس في خسران وزنهم.
- إنفاق الكثير من النقود على الحملات الدعائية والتسويقية إذ بلغت ذروتها عام 2011 بمقدار 516 مليون دولار.
عقبال ما نكتب قصص نجاحنا يا صديق 😃💪