لا يمكننا القول أن الحمام الزاجل قد اختفى وإنما الواقع أن الاعتماد عليه قل بشكل ملحوظ مع تطور وسائل الاتصالات ووسائل النقل. فمن المعلوم أن الحمام الزاجل كان أحد أهم وسائل الاتصال بين المناطق المختلفة..
قبل أن أخبرك عن كيفية تدريب الحمام الزاجل أود أولا أن أخبرك بأن هذا النوع من الحمام يمتاز بامتلاكه جهاز ملاحي فريد من نوعه خلقه الله عز وجل بداخل هذا الحمام وبواسطته وواسطة غريزة حبه لوطنه يستطيع الحمام الزاجل العودة لموطنه مهما بعدت المسافات. وحتى الآن بقي اللغز الكامن وراء القدرة الاستثنائية للحمام الزاجل للعودة إلى موطنه من الألغاز التي حيرت العقول.
عندم بلوغ الحمام الزاجل شهرين من عمره يتم البدء بتدريبه التدريجي وبشكل يومي في الصباح والمساء مدة نصف ساعة في كل مرة، ومن ثم يتم زيادة مدة التدريب لتصبح ساعة كاملة مع زيادة المسافة التي يقطعها الحمام. علما بأن المسافة تبدأ بكيلو متر واحد فقط، ولتصل لاحقا إلى مسافة 120 كيلو مترا.
من الجدير بالذكر أن العرب كانوا من أوائل من اهتم بتربية الحمام الزاجل واستخدامه لأغراض نقل الرسائل، ففي البداية كان الاعتماد تبادل الإشارات بينار والدخان وغير ذلك من أمور التواصل. لكن، ومع اتساع رقعة الخلافة الإسلامية كان لا بد من إيجاد وسيلة أفضل للتواصل وكان الحمام الزاجل بمثابة الضالة التي كانوا يبحثون عنها. فإلى جانب دقته وسرعته بإيصال الرسائل والعودة مجددا، فإن الاهتمام به كان أيضا بسبب سرعة تفريخه وانخفاض تكلفة تربيته أيضا.
522 مشاهدة
