الفرق بين كظم الغيظ والسيطرة على الغضب هو فرق دقيق يظهر من خلال الفرق بين الغيظ والغضب :
- قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية ( الفرق بين الغيظ والغضب: أن الانسان يجوز أن يغتاظ من نفسه ولا يجوز أن يغضب عليها ، وذلك أن الغضب إرادة الضرر للمغضوب عليه ولا يجوز أن يريد الانسان الضرر لنفسه، والغيظ يقرب من باب الغم ).
فعلى قوله الغضب فيه إرادة الانتقام وهو في أظهر في الفعل ، بينما الغيظ هو أمر نفسي داخلي ولا يشترط فيه إرادة الضرر والانتقام .
وقال ابن عطيَّة: (الغَيْظ: أصل الغَضَب، وكثيرًا ما يتلازمان، ولذلك فسَّر بعض النَّاس الغَيْظ بالغَضَب، وليس تحرير الأمر كذلك، بل الغَيْظ: فعل النَّفس، لا يظهر على الجوارح. والغَضَبُ: حالٌ لها معه ظهورٌ في الجوارح، وفعلٌ ما ولا بدَّ )
إذن يمكن تلخيص الفرق بين الغيظ والغضب :
1. أن الغيظ هو بداية الغضب ، والغضب هو الغاية .
2. الغيظ أظهر في فعل النفس ، الغضب أظهر في فعل الجوارج .
3. الغيظ لا يشترط أن يصحبه إرادة الانتقام ، بينما الغضب يصحبه إرادة الانتقام .
وبناء عليه يسمى السيطرة على الغيظ كتما : لأنه سيطرة على أمر نفسي لا يسمح صاحبه بخروجه خارج النفس، فهو أبقى ما بنفسه داخلها .
بينما الغضب يظهر بوادره في الخارج ولكنه يسيطر على آثار هذا الغضب فيمنع جوارحه من البطش .
فالكتم لأمر نفسي لا يسمح له بالخروج ، بينما السيطرة تكون على جوارح يمنعها من البطش.
لذلك أمرنا الله بكتم الغيظ ، ولم يأمرنا بعدم الغيظ لأن الغيظ أمر نفسي لا تحكم للإنسان به ولكنه مأمور بكتمه حتى لا يظهر على الجوارح فيتحول إلى غضب .
ولكن في المقابل جاء الأمر في الحديث ( لا تغضب ) فنهينا عن ذات الغضب لأنه معناه النهي عن أفعال الجوارح التي فيها انتقام وفعل وبطش .
والله اعلم