هل يوجد توبة للثيب الزاني

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم قطعاً يوجد توبة للثيب الزاني ، ولا شيء بين الإنسان وبين التوبة فإذا كان الله يقبل توبة الكافر إذا تاب من شركه وأناب إلى ربه ، والشرك أعظم من الزنا فكيف لا يقبل توبة الزاني ؟!

وإذا كان الله قبل توبة من قتل 100 نفس أفلا يقبل توبة من الزاني ؟!

قال تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ). 

 و قال تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)  يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)  إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) ).

وفي صحيح مسلم عن عمران بن حصين " أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت يا نبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى " .

والتوبة لا يشترط فيها إقامة الحد على الزاني بل الأفضل أن يستتر بستر الله تعالى ويتوب إلى الله تعالى ولا يفضح نفسه ولا يطلب إقامة الحد عليه .

روي في الحديث " اجتنبوا هذهِ القاذوراتِ التي نهى اللهُ تعالى عنها، فمنْ ألمَّ بشيءٍ منْها فليستترْ بسترِ اللهِ، وليتبْ إلى اللهِ، فإنَّه منْ يُبدِ لنا صفحتَه، نُقِمْ عليهِ كتابَ اللهِ " .

ولما جاء ماعز بن مالك رضي الله عنه إلى النبي طالبا منه إقامة حد الزنا عليه حاول النبي علىيه السلام رده وعرضه له أن يستر على نفسه ، ولكنه أصر على ذلك رحمه الله .

وما يلزم فاعل هذه الكبيرة هو التوبة النصوح والإنابة إلى الله وكثرة الأعمال الصالحة .

روى مسلم وغيره " عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني وجدت امرأة في بستان ، ففعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك ، فافعل بي ما شئت . فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه ، لو ستر على نفسه . فأتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال : " ردوه علي " . فردوه عليه ، فقرأ عليه : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال معاذ ، وفي رواية عمر : يا رسول الله ، أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : " بل للناس كافة " " .


والله أعلم