هل يعد إخفاء المشاعر اضطراباً نفسياً؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
٢٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
كتم المشاعر وعدم التعبير عنها قد يكون نوع من أنواع الاضطرابات النفسية الذي يطلق عليه اللامفرداتيه أو نقص الانسجام النفسي، لكنه في بعض الأحيان وعندما يكون ارادي وبشكل واعي لا يمكن اعتباره اضطراب نفسي، حيث أن الكثير من الأشخاص يلجأون لعدم التعبير عن المشاعر لعدم الوقوع في مشكال أو مواقف غير مرغوب فيها، وهنا يمكن أن يكون إخفاء المشاعر ومع الوقت وبدراجات كبيره سبب في تطور بعض الاضطرابات النفسية.

كتمان المشاعر كنوع من أنواع الاضطرابات النفسية يتضمن:

1- عدم القدرة على الحفاظ على العلاقات والمشاركة في المواقف، وهنا يكون هذا العارض مقترن مع عدة أمور من مثل الاكتئاب أو وجود حالات عقلية مختلفة، غالبًا ما يكون التعبير عن المشاعر أمر صعب في حالة الشعور بالاكتئاب لأن المشاعر تكون غير مفهوم وغير مدركة وكلها سلبية بطريقة كبيرة، فالشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب بالإضافة إلى إخفائها يكون غير قادر على اختبار عواطفه وتحديدها بطريقة صحيحة.

2- الشخص المخفي لمشاعرة لديه مشكلات في عمليات الاستبطان (التفكير بالمشاعر وربطها بالعالم الخارجي) والمراقبة والعمليات العقلية والخاصة به، وهنا نجد قدر كبير من التمركز حول الذات الذي يمنعه من أن يرى في مشاعره قدرة على الفهم من قبل الآخرين.

3- ارتفاع نسبة الارتباك والحساسية الجسدية المرتبطة بالعواطف، وهنا يمكن القول أن إخفاء المشاعر المرتبط باضطراب نفسي يقترن بتغيرات جسدية منها زيادة نبضات القلب واحمرار الوجنتين والشعور بعدم القدرة على السيطرة بالنفس لوجود مشاعر مخفية سواء كانت سلبية أو إيجابية.

4- عدم القدرة على معرفة مشاعر الآخرين في المحيط؛ هذا الاضطراب يمنع الشخص من رؤية وأدارك ما لدى الآخرين من مشاعر، مما يجعله غير قادر على التفاعل والتكيف مع العلاقات المختلفة الاجتماعية والمتضمنة الصداقة وعلاقات الزمالة والزواج الحب الإعجاب.

ويمكن القول أن كتمان المشاعر يعد كاضطراب نفسي عندما تتوافر الأعراض التالية:

  • عدم القدرة على التعرف على المشاعر والعواطف وتميزيها وبالتالي إخفائها وعدم القدرة على التعبير عنها.
  • عدم القدرة على التمييز بين المشاعر والأحاسيس الجسدية التي تتعلق بالمشاعر، وهنا نجد أن الإدراك المنخفض للذات هو سبب في تشكل مثل هذا الأمر.
  • الرضا عن الحياة بقدرها الضعيف، بعيدًا عن التطور.
  • إظهار ردود أفعال جامدة غير تفاعلية وتفتقر لروح الفكاهة بين الأقران.
  • الافتقار لمهارات التأقلم خاصة في حالات الإجهاد، وهنا يمكن القول أن الشخص تحت تأثير الضغط الكبير يكون بحاجة كبيرة للتعبير عن المشاعر ليشعر بالراحة وحتى يستطيع التأقلم أما في حال عدم القدرة على التعبير عن المشاعر سيزداد الشعور بالإجهاد وتقل القدرة على التأقلم.
  • لديهم أسلوب تفكير منطقي جامد لا يأخذ بعين الاعتبار مشاعر الآخرين لأنه غير قادر على إدراكها.
من أهم المسببات لكتم المشاعر كاضطراب نفسي:

  • وجود عامل وراثي؛ انتقال جينات وراثية من جيل لآخر كان مصاب بهذا الاضطراب سبب في زيادة الاستعداد للإصابة بمثل هذا الأمر.
  • العوامل البيئية؛ ومن أهم العوامل التعرض للصدمات خلال مراحل الطفولة، أو وجود بعض المشكلات الصحية الجسدية أو العقلية، أو التواجد ضمن عوامل اجتماعية أو اقتصادية تزيد من شعور الشخص بالضغط بطريقة تمنعه من القدرة على التعبير عن المشاعر.
  • إصابات الدماغ؛ قد تكون إصابات الدماغ وخاصة الإصابات في الجزيرة الأمامية سبب في زيادة نسبة حدوث هذا الاضطراب.

أما إخفاء المشاعر الطبيعي والعادي والذي يكون الشخص فيه واعي وبقدر كبير بما يشعر ويميز ما لديه من أفكار ترتبط بهذه المشاعر، وقادر على التأقلم ضمن تفاعلاته الاجتماعية، ولا يجد نفسه منعزل عن العالم لما يخفي من مشاعر ليس اضطرابًا وإنما هو قرار شخصي، يقي صاحبه بعض الأمور السلبية التي يراها هو بشكل شخصي وحسب ما لديه من حاله ووضع.