هل هناك تفسير علمي للخوف ؟

يعتقد أن الخوف هو أحد أهم المشاعر الأساسية بالحيوانات وأهمها في الحفاظ على بقاء الجنس، وقد تم تطوير الخوف عند البشر منذ القدم أي منذ عهد آبائنا القدماء، حيث إنه يعتقد أن بعض المشاعر يتم توارثها من جيل إلى جيل وهذا ما يفسر الخوف من المرتفعات الغير مفسر عند البعض أو الخوف من العناكب أو غيرها، كما في نظريات أخرى تم نسب الخوف إلى أنه ناجم عن التجربة والخطأ والتعرض للأذى، وتختلف النظريات وتتعدد، ولكن الطب الحديث استطاع اكتشاف آلية حدوث الخوف والمراكز الدماغية التي تسببها وللمزيد من المعلومات عن ذلك قم بقراءة التالي:

يقوم الإنسان باستقبال المؤثرات الخارجية من الأحاسيس المختلفة من أصوات أو مشاهد يراها أو ما يتم استقباله بحاسة الشم أو اللمس أو غيرها، ومن ثم يتم المرور بهذه الإشارات إلى منطقة بالدماغ تسمى amygdala أو اللوزة باللغة العربية وسميت بذلك لأنها حقاً تشبه حبة اللوز، وتقوم هذه المنطقة بإنشاء الإشارات العصبية التي تؤدي للخوف، حيث تقوم بتحفيز رد فعل يسمى، الحرب أو الهرب، fight or flight effect، وبسبب رد الفعل هذا يتم إرسال إشارات لمنطقة أخرى بالدماغ تسمى تحت المهاد التي تقوم بإفراز الهرمونات المحفزة لإفراز الغدة النخامية للهرمون المحفز للغدة الكظرية أو الفوق كلوية الذي يقوم بهذه الوظيفة وبالتالي ينتج عنه إفراز هرمون الكورتيزول الذي يرفع حالة التأهب بالجسم ويزيد من نسبة السكر بالدم ويثبط العمليات الغير ضرورية بالجسد، ويقوم بإفراز هرمونات الأدرينالين والنور أدرينالين، اللذين يقومان بتحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي وزيادة معدل التنفس وعدد ضربات القلب، استعداداً لتوفير الطاقة للعضلات عن الحاجة لها، كما يقوم بتوسيع البؤبؤ لتبدو الرؤيا أكثر وضوحاً، ويمنع إفرازات الجسد الأخرى للمحافظة على السوائل بالجسم وبالتالي المحافظة على ضغط الدم مرتفعاً لحاجة العضلات للضخ السريع له. وهذا ما يسبب جفاف الفم الناجم عن الخوف، أما بالنسبة للحبيبات التي تظهر على جلدك من الخوف فما هي إلا عضلات تم تحفيزها ووصل إليها الدماء وهدفها هو رفع الشعر لأعلى والهدف من هذه العضلات غير معروف ولكن لها علاقة بالمحافظة على الحرارة بأجسادنا.


ولا يقتصر الأمر على ذلك فتقوم اللوزة الدماغية بتحفيز منطقة تسمى قرن آمون أو hippocampus، التي لها وظائف تخص الذاكرة وتشمل المعلومات التي أو الذاكرة الخاصة بالأمور الخطرة، وتقوم بالعمل المشترك مع منطقة القشرة الجبهية في تحديد مدى شدة الخطر والتهديد الذي يتعرض له الدماغ وبهذا يرتبط الدماغ بالإدراك، وعليها إما يقلل من الإشارات التي ترسلها اللوزة أو تقوم بزيادتها حسب الخطر، كما تقوم اللوزة الدماغية بتحفيز منقطة جذع الدماغ brainstem، لكي تقوم برفع عدد ضربات القلب وزيادة معدل التنفس بشكل أسرع من إنتاج الهرمونات التي تكلمنا عنها مسبقاً وحتى يتم إفرازها، كما تولد رد فعل التجمد الذي كثيراً ما نراه في الحيوانات مثل القطط إذ تتوقف عن الحركة مع مراقبتها لك ووعند اقترابك منها تراها تجمح في الركض مبتعدةً عنك، والسبب في رد الفعل هذا أن الكائنات المفترسة في القديم والحاضر لا ترى الفرائس التي لا تقوم بالحركة، لذلك هي وسيلة دفاعية تم توارثها منذ القدم، والسبب فيها التحفيز الكبير لجذع الدماغ فهو المنطقة المسؤولة عن نقل الأوامر لباقي الجسم من الدماغ، ومثلها مثل أي عصب الزيادة أو الإفراط في تحفيزه يعطي تأثيراً عكسياً ويبطل عمله مؤقتاً.

وللمعرفة عن كيفية إيجاد حلول للخوف قم بالنقر على الرابط التالي.

المصادر المرجعية المستخدمة بالإجابة: