هل الشخص الذي يغار عليك يحبك وهل هذه الغيرة تسمى تملك أو حب؟

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
١٦ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ما طرحته في سؤالك هو جدال أزلي بين الناس حيث ينقسم الناس بين رأيين أحدهما أن الغيرة دلالة على الحب والآخر يقول أنها حب تملك أو انعدام ثقة، وفي الحقيقة الرأيان يتحملان الصواب والخطأ حسب نوع الغيرة التي نتحدث عنها، لأن هناك فرق كبير بين الغيرة وبين حب التملك، والفرق الجوهري هو أن أحدهما طبيعي وصحي ومرغوب والآخر هو مبالغة وتطرف في المشاعر وقد يعد نوعاً من الأنانية أكثر من كونه مؤشراً على الحب وهناك العديد ممن يخلطون بين المفهومين ويفسرون أحدهم على أنه الآخر لكن سأقوم بتوضيح الفروق بينهما للابتعاد عن أي لبس.

1. الغيرة المرافقة للحب  :
      عندما تكون في علاقة مع الشريك عليك أن تعلم أن الغيرة شعور طبيعي وصحي، من الطبيعي أن أشعر بالغيرة إذا رأيت أحدهم يبدي اهتماماً زائداً بشريك حياتك، أو إذا رأيت أن الطرف الآخر يبالغ في إظهار الزينة والتجمل أو اللباس المكشوف مثلاً، وربما الغيرة تظهر عندما يقضي شريكك معظم أوقاته مع أشخاص آخرين، كل هذه الأمور ما دامت في حد المعقول هي طبيعة وتحدث، فسؤال شريكك عن رسالة ما وصلت على هاتفه شيء واتهامه بالخيانة بحجة الغيرة شيء مختلف تماماً وهذا ما قصدته بالغيرة في الحد المعقول، فالغيرة لا تمنحك الحق في التحكم في الطرف الآخر أو وضعهم دائماً تحت المراقبة، فهذا يفسد العلاقة ويجعل الشريك يشعر أنه لم يعد شريكاً بل هو حبيس في هذه العلاقة التي تحد من حريته ولا تهتم لمشاعره وتخنقه، لذلك ولنكون متفقين ، الغيرة لا تعطل حياة الفرد بل هي مشاعر تجعله يشعر باهتمام الطرف الآخر وحبه له دون أن تؤثر على جوانب حياة أحدهما.

2. حب التملك أو انعدام الثقة : 
     
هناك سببان خلف الغيرة غير الصحية في العلاقات وهما : حب التملك أو عدم الأمان والثقة، وكلاهما يسممان العلاقة تدريجياً حتى تفسد .
أما بالنسبة لحب التملك فتظهر عندما يبدأ الشريك بالتحكم في شريكه ومحاولة فرض السيطرة عليه بحجة الحب والغيرة، ويسمح لنفسه بالتطاول على الشريك في حال لم يستجب ويرى أن أفعاله مبررة تماماً وأنه يمتلك كل الحق في هذا وهو من الأمور التي لا يقبلها أحد وتأخذ من رصيد الحب الموجود عند الطرفين حتى ينفذ.
أما الشخص الذي لا يشعر بالأمان وهو دائم الشك بالشريك دون وجود مبرر ويصف هذا بالغيرة فهي أبداً ليست غيرة، هي خوف من فقدان الطرف الآخر بسبب عدم وجود ثقة متبادلة، فمن الممكن أن يمنع الشريك شريكه من وظيفة مهمة ترفع من مكانته الاجتماعية او المهنية مثلاً لمجرد خوفه من التعاطي من غيره والتعامل معهم والكلام هذا ينطبق على الرجل أو المرأة على حد سواء، وبعد مدة سيشعر احد الطرفان بأنه يتنازل كثيراً في سبيل اسعاد الآخر مما يدفعه للاستسلام في النهاية او الانسحاب.

كل شيء في حياتنا سواء كانت الغيرة او الخوف او القلق او الحب او الاجتماعية او الانعزال، كل صفة وكل شعور نشعر به لا يعود جيداً اذا ما تجاوز الحد المعقول والمنطقي وبدأ يؤثر على سير حياتنا، دائماً ما يكون التوسط والاعتدال سيد الموقف . 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة