نعم يوجد إعجاز نبوي في علم الفلك تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم واكتشفه علماء الفضاء والفلك، وهذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة) [رواه مسلم].
-وهذا الحديث مطابق لقوله سبحانه وتعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة الزمر (67).
- وقال الله سبحانه وتعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) سورة الأنبياء (104).
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "يَقْبِضُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الأرْضَ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَطْوِي السموات بيَمينهِ، مَّ يَقُولُ: أنا المَلِكُ أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ؟" أخرجه البخاري.
- فالله تعالى يخبرنا بأنه سوف يأتي يوم تطوى السموات طياً كما تطوى الورقة! وهذه تعتبر نهاية الكون. فجميع الدلائل والمؤشرات تؤكد هذا المصير المحتوم.
- ففي منتصف القرن الماضي بدأ علماء الفلك يتحدثون عبر نظرية الانفجار الكبير عن بداية الكون، وأنه بدأ من كتلة واحـدة شـديدة الكثافة والحرارة حيث انفجرت وتبردت أجزاؤها وشكلت الكواكب والنجوم والمجرات وأجزاء الكون. ولكن الانفجار والتوسع لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا وسيستمر إلى ما شاء الله، لقول الله سبحانه وتعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) سورة الذاريات 47.
-وعليه: فإذن أجزاء الكون كانت ملتصقة في كتلة واحدة ثم انفصلت وتباعدت في جميع الاتجاهات وقد قاس العلماء سرعة تباعد المجرات فوجدوها تتجاوز آلاف الكيلومترات في الثانية الواحدة!
- ولكن هذا التوسع لن يستمر مدى الدهر، بل سيتوقف عندما تصل كثافة الكون إلى الحدود الحرجة، وعندما تصل قوى التجاذب بين هذه المجرات لحدود حرجة أيضاً عندها سيعود من حيث بدأ ويتقلص حجمه وينكمش على بعضه وتتجمع أجزاؤه مجددا ليعود كتلة واحدة كما بدأ. ويؤكد جميع العلماء على أنه لا توجد في الكون خطوط مستقيمة، بل جميع الخطوط والحركات تتم بخطوط متعرجة منحنية.
-كما تطور الكون وتوسعه يتم بشكل منحنٍ، وعندما تأتي لحظة التقلص سوف تتجمع هذه المجرات وتسلك طرقاً منحنية وكأنها تٌطوى طياً. فالحقيقة العلمية التي تكاد يقينية اليوم هي طيّ أجزاء الكون بعد زمن محدد.
-وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: ما السموات السبع، والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم. قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة، قال: ثنا النضر بن أنس، عن ربيعة الجُرْسي، قال: (وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) قال: ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء.
-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، حين جاءه حبر من أحبار اليهود، فجلس إليه، فقال له النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "حَدِّثْنا، قال: إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، جعل السموات على إصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع, والماء والشجر على أصبع، وجميع الخلائق على أصبع ثم يهزهنّ ثم يقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه تصديقا لما قال، ثم قرأ هذه الآية: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)... الآية".
-وعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون، ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟) رواه مسلم