ما الفرق بين الإعجاز العلمي في القرآن والإعجاز التشريعي والنبوي؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الفرق بين الإعجاز العلمي والإعجاز التشريعي في القرآن:

- الإعجاز العلمي:
يقصد به أن يشير الله في كتابه الذي نزل قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ونيف إلى بعض الحقائق العلمية التي تتعلق بالكون وما أودع الله فيه من أسرار وسنن سواء في الفلك أو النجوم أو الأرض أو خلق جسد الإنسان أو غير ذلك من العلوم التجريبية، التي لم يكن يعرفها أحدها في حينها فيظهر في زمننا هذا مصداق ما ذكر، فيكون ذلك دلالة واضحة على أن القرآن تنزيل من حكيم حميد عليم وليس من كلام بشر واختلاقه، وإلا فكيف له أن يسبق علوم عصره وأدواته!.

فالإعجاز العلمي مجاله الذي يبحث فيه هو العلوم التجريبية بحيث يجد التطابق بين الحقائق العلمية - التي صارت حقائق بعد التأكد اليقيني منها - وبين بعض آيات القرآن التي سبقت أهل عصرنا في ذكر ما زعموا من حقائق.

كما قال تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

وهذا يشمل الإعجاز العلمي، وهو من أوجه الإعجا التي ادخرها الله في كتابه لتكون شاهدة في كل زمان ومكان على صدق هذا الكتاب وإعجازه، فكل عصر له وجه إعجازه الذي يشتهر فيه.

ومثل ذلك: ما ذكره القرآن من أن الإنسان يعيش في بطن أمه في ظلمات ثلاث، وهو ما أكده العلم المعاصر من أن الإنسان يعيش في ظلمة الرحم والبطن والمشيمة.

ومنها إشارة القرآن إلى أن العظام تخلق قبل اللحم وأن العظم يكسى باللحم، وهو ما أثبته العلم المعاصر.

وغيرها من القضايا العلمية الثابتة، ونحن نفرق بين الحقائق العلمية التي لم يعد يتطرق إليها الشك وبين النظريات التي ما تزال يتطرق إليها الاحتمال فهذه لا يجوز القطع بها وتفسير القرآن عليها.

- الإعجاز التشريعي:
معناه أن التشريعات التي جاء بها القرآن تكون دالة على عظمة هذا المشرع ودرايته بخلقه وخبرته فيهم وما يصلحهم وينفعهم من أحكام وقوانين.
فالتشريعات يقصد بها إدارة شؤون الناس وصلاح معاشهم ومعادهم، والبشرية لن تجد مشرعاً لها أحسن من خالقها الذي يعلم ما خلق وهو اللطيف الخبير، فلا أحد أحسن منه حكماً.

فالتشريع المتقن المحكم الذي يحقق أعلى المصالح وأنفعها وأهمها ويمنع أعظم المفاسد ويدرءها، بأحكام وقوانين وتشريعات لم تبلغها عقول أعظم حكام البشر أو كاتبي القوانين فيهم كما ينسبون لحمورابي، كل هذا يدل ولا شك على عظمة هذا الكتاب وإعجازه.

فمثلاً: توزيع التركات والميراث، وزعه القرآن بطريقة لن تجد لها مثيلاً وبنسب لم تكن لتخطر على عقول أذكى البشر وأدقهم، ومسائل الطلاق والنكاح والعدة عالجها القرآن بطريقة راقية واضحة تحقق المقصود فتجلب المصالح وتمنع المفاسد، وغيرها من القوانين التي ما تزال أوروبا شاهدة على عظمتها وتميزها.

فقد قامت أوروبا الصليبية بنقل بعض هذه القوانين التي وجودها في كتب المسلمين وخاصة فقهاء المالكية الذين جاوروهم في الأندلس لقرون، وبنوا عليها بعض تشريعاتهم، وألف بعض المسلمين المعاصرين رسائل جامعية تبين مدة استفادة أوروبا من فقه المسلمين.

وهذا يدل على عظمة هذه التشريع ولا شك.

والله أعلم