هل من الممكن لجنس الباحث أن يؤثر على نتيجة البحث العلمي؟

1 إجابات
     لا شك في أن أساس الأبحاث العلمية هي الموضوعية والحياد، وإن البحث بلا مصداقية لا يمكن اعتماده ولا الأخذ به مهما كنت الأسباب. إلا أن كثيرًا من هذه الأمور لا يحدث أن يكون واضحًا للعيان، ولا يمكن الكشف عنه في قليل من الأحيان. لذلك كان اعتماد النتائج بعد خوض عدة تجارب هو الحل الأمثل والأكثر مصداقية في هكذا مواقف. ومن هنا بدأ ظهور اختلافات واضحة تقريبًا بين الأبحاث وخاصة عندما يختلف جنس الباحثين الذين أجروها.
 
 
 

     بعد عدة دراسات في هذا الموضوع اتضح أن أغلب هذه الاختلافات تظهر في الأبحاث والتجارب الخاصة بعلم الاجتماع أكثر منها بكثير في تلك الأبحاث المختصة بالعلوم الأخرى كالفلك والرياضيات والكيمياء وغيرها. 
 
 

 
     كمثال على ذلك، ظهرت اختلافات في نتائج دراسات تختص بالألم عندما اختلف جنس الباحثين. وقد لاحظ هذا الأمر طالب طب وبروفيسور من جامعة أوبسالا في السويد. حيث كان واضحًا أن الرجال يميلون لإنكار الألم أو التعبير عنه بشكل أقل من النساء اللاتي يتحدثن عنه ويصفنه ببساطة كما يشعرون به بالضبط. ربما كان هناك اختلاف حول ما إن كان الرجال يحتملون الألم بشكل أكبر فعلًا، أم أنهم يتعمدون اخفاءه لأغراض المحافظة على صورتهم الاجتماعية التي اعتادوا عليها بشكل معين. ولذلك كان الأخذ بنتائج هذه التجارب والدراسات أمرًا لا يبدو عادلًا أبدًا. 
 
 

 
     وكذلك الأمر، حيث استطاع طالب الطب كولين شبمان والبروفيسور هليجي شيوت ذاتهم أن يكشفوا عن حالات أخرى من هذا القبيل. ويبدو هذا الأمر واضحًا بلا شك في نتائج خضوع النساء والرجال لتجارب واختبارات الذكاء. حيث أنه فيما يخص الذكاء اللفظي والمفردات والإدراك سيكونون في صف النساء غالبًا أكثر من الرجال. 
 

 
 
     حتى أنه تم قياس أمور مشابهة على الأطفال من كلا الجنسين، وبذلك حتى يتم استبعاد الانجذاب الجنسي بين الرجال والنساء البالغين الذي قد يجعلهم يبذلون مجهودًا أكبر في المحاولات لإرضاء وإثارة إعجاب الجنس الآخر. وقد لوحظ أيضًا أن النساء تنجذب لأن تتفاعل بسلاسة أكبر مع الباحثين الرجال فيما يخص محاولاتهن لحل مشكلات تحتاج مزيدًا من الإبداع.
 
 

 
     ويتكرر ذات الأمر مع الدراسات والأبحاث المختصة بالحديث عن القوة الجسدية، والنشاطات البدنية. وأنواع أخرى كثيرة كتلك يواجه العلم مشاكل عديدة مع اعتماد نتائج دراساتها. وقد حدث حديثًا أن بدأ البعض باقتراح وجوب أن يتوافق جنس الباحثين في دراسات محددة حتى نضمن مستوىً أعلى من المصداقية التي ستخدم البشرية بالطبع. وقد اقترح البعض الآخر في أن يكتفي الباحث بذكر جنسه في دراسته، وهو أمر لم يسبق أن يحدث أو يُذكر.
 

 
     وربما تبدو مسألة الجنس هذه كبيرة، إلا أنه قد ظهر مؤخرًا مشاكل أخرى مشابهة لها علاقة مع شخصية الباحث وعمره وصفات شخصية مختلفة لها تأثير ليس ببسيط على موضوعية الدراسات بشكلٍ عام. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة