تعلقنا بالأشياء قد ينبع من شعورنا عند امتلاكها بالأمان العاطفي، وطلبًا للأنا والقوة والثقة. عند افتقارنا للارتباط الآمن مع من نحب، نقوم بالطبع بإضفاء معانٍ عميقة أو صفاتٍ إنسانية لملأ الفراغ المتكون من فراقهم. فعندما نجد طفلًا يتعلق بدميته أو يلتصق بدثاره، فهذا يعني أنه يشعر بالأمان من خلال التصاقه بها.
هذا الالتصاق الجسدي مهما كانت قوته، يجعلنا نعتقد أننا نلتقط جوهرها ونلمس دواخلها وكأنها أصبحت جزءًا منا. فالتعلق بالأشياء أمر طبيعي، على أن لايكون شديدًا ليصبح اكتنازًا. كطفل، يكون التعلق وثيقًا ليلبي احتياجاته ويطور نمطًا أمنًا في مرافقة مقدم الرعاية خاصته، سواء كان أحد الوالدين أو الأقارب أو حاضنته. وفي وقت الحاجة، إذا قام مقدم الرعاية بدفع الطفل بعيدًا، فذلك سيطور مداركه لتطوير سلوك تجنب التعلق، والاستقلال العاطفي. أما إذا لم يلبِّ مقدم الرعاية احتياجات الطفل وباتساق، فسيكون التعلق قلقًا، مما يجعله يتشبت ويراقب ويترقب باستمرار له ومن في دائرته الحميمة ، وإذا تعرض الطفل للأذى فسيطوّر الطفل سلوك الخوف.
تعلقنا بالأشياء قد ينبع من شعورنا عند امتلاكها بالأمان العاطفي، وطلبًا للأنا والقوة والثقة. عند افتقارنا للارتباط الآمن مع من نحب، نقوم بالطبع بإضفاء معانٍ عميقة أو صفاتٍ إنسانية لملأ الفراغ المتكون من فراقهم. فعندما نجد طفلًا يتعلق بدميته أو يلتصق بدثاره، فهذا يعني أنه يشعر بالأمان من خلال التصاقه بها.
هذا الالتصاق الجسدي مهما كانت قوته، يجعلنا نعتقد أننا نلتقط جوهرها ونلمس دواخلها وكأنها أصبحت جزءًا منا. فالتعلق بالأشياء أمر طبيعي، على أن لا يكون شديدًا ليصبح اكتنازًا. كطفل، يكون التعلق وثيقًا ليلبي احتياجاته ويطور نمطًا أمنًا في مرافقة مقدم الرعاية خاصته، سواء كان أحد الوالدين أو الأقارب أو حاضنته. وفي وقت الحاجة، إذا قام مقدم الرعاية بدفع الطفل بعيدًا، فذلك سيطور مداركه لتطوير سلوك تجنب التعلق، والاستقلال العاطفي. أما إذا لم يلبِّ مقدم الرعاية احتياجات الطفل وباتساق، فسيكون التعلق قلقًا، مما يجعله يتشبت ويراقب ويترقب باستمرار له ومن في دائرته الحميمة، وإذا تعرض الطفل للأذى فسيطوّر الطفل سلوك الخوف.
تقع أشياؤنا تحت سيطرتنا، وهي موجودة على الدوام لدينا، ويمكننا الاعتماد عليها ساعة نشاء، لذا نثق بها. هنا تبدأ هذه الأشياء تحل مكان الأشخاص؛ بالرغم من افتقادها للقدرات البشرية، إلا أننا نتصل بها كما لو كانوا بشرًا.
تبدأ علاقتنا بالأشياء منذ سن الثانية، وبحلول السادسة يضعون قيمة إضافية على الأشياء التي يحكمونها وهو ما يسمى" تأثير الهبة". أظهرت دراسة أجراها أوري فريدمان وكارين نيري في عام 2008 أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام يفترضون أن من يمتلك الشيء أولاً هو المالك، بغض النظر عما إذا كانوا قد تخلوا عنه لاحقًا. يبني الأطفال علاقة قوية بشكل غير عادي مع الكائن المحدد الذي يلتحق به كبطانية ناعمة أو لعبة محشوة. إذ يعتبرونها فريدة وأصيلة. وينتقل هذا التعلق إلى المراهقة في التعامل مع التذكارات والأعمال الفنية. يشير الخبراء إلى أن هذه الأشياء هي أشياء انتقالية حيث تساعدهم في النهاية على الاستقلال، ويصبح التعلق أقل عندما تمارس أمهاتهم " الأبوة والأمومة المرتبطة" مثل النوم المشترك. كما تشير الدراسات أيضًا إلى أن التعلق مختلف ما بين ثقافة وأخرى بسبب نوم الأطفال على نفس سرير والديهم أو في نفس غرفتهم.
عند النضوج، تصبح الممتلكات متكأً للذات، حيث تبلغ المادية ذروتها في سن المراهقة المتوسطة. قال الباحثون: "يبدو أن إعطاء الأطفال أو المراهقين إحساسًا بالقيمة الذاتية والإنجاز هو ترياق فعال لتطور المادية". كما يعكس تملك الأشياء بكيفية رغبة المراهقين في رؤية أنفسهم. كما أن اختيار وشراء الهدايا للأصدقاء يساعد المراهقين على تحقيق الإحساس بالهوية بشكل مستقل عن والديهم، وأن التبادل المنفعي للهدايا المتشابهة بين الأصدقاء يساعدهم على خلق شعور بهويات متداخلة.
تصبح السيارة الأولى هي الرمز النهائي للشخص في مرحلة البلوغ، كما يبذل الجهد لإضفاء الطابع الشخصي على سيارته، كما لو أنه يحدد منطقته. وكلما تتطور حياتنا، تتجسد الأشياء التي تزيد إحساسنا بذاتنا وهويتنا بشكل أكبر. لتصبح كأوعية خارجية تمثل ذكرياتنا وعلاقتنا ورحلتنا في الحياة. فالمنزل مثلًا لا يشكل قيمة مادية أو ملكية شخصية أو هيكل بائس من جدران عديمة الشعور، هو أيضًا امتداد لأجسادهم المادية، وشعورهم بالذات الذي يعكس ما كانوا ويكونوا وما يريدون أن يكونوا عليه.
ومن منظور عصبي علمي، وعند فحص أدمغة الأشخاص المشاركين في دراسة عام 2010، حيث قاموا بوضع الأشياء في حاوية محددة بكلمة "ملكي" وحاوية أخرى للآخرين. حيث لوحظ وجود نشاط إضافي في قشرة الفص الجبهي الأوسط (MPC) استجابةً لرؤية العناصر "المملوكة"، مقارنةً بعناصر التحكم المخصصة للآخرين. تم تنشيط نفس المنطقة من MPC عندما قام المشاركون بتقييم عدد الصفات المختلفة التي وصفت شخصيتهم. حيث تم تفسير ذلك بأن مناطق الدماغ المشتركة في التفكير بالذات تتحفز عند خلق ارتباطات بين الأشياء الخارجية وأنفسنا من خلال سلوك أو مفهوم الامتلاك.
وكما أنّ التعلق والامتلاك يعزز إحساسنا بالهوية، فإن ممتلكاتنا تسمح لنا بالإشارة إلى الأشياء أنها أنفسنا عند التحدث مع الآخرين. فهناك أدلة تشير أن الرجال يقومون بالاستهلاك الواضح أو البارز كدليل للمرأة على حالتهم وتوافر المال لديهم. كما أظهرت دراسة في جامعة تيلبورغ أن الأشخاص الذين يرتدون قميصًا يحمل علامة تجارية فاخرة يُنظر إليهم على أنهم أغنى وأعلى مكانة من الأشخاص الذين يرتدون قميصًا عاديًا أو غير فاخر؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للحصول على الوظائف، وأكثر قدرة على جمع الأموال للتبرعات الخيرية. يقول روبرت كوزينتس ، جامعة يورك- تورنتو، المحرر المشارك في Consumer Tribes: "يجد منظرو ثقافة المستهلك بالتأكيد تعزيزًا لهذه الظاهرة. إنهم يميلون إلى الافتراض، مع علماء النفس مثل فيليب كوشمان وعلماء الاجتماع مثل روبرت بوتنام، أنه نظرًا لأن الناس يجدون قدرًا أقل من الرضا والمجتمع في المصادر التقليدية مثل الأسرة والبلد والدين، فإنهم يتجهون بدلاً من ذلك إلى مصادر بديلة في السوق."
ومع مرور الوقت، يتراكم امتلاكنا وتعلقنا بالأشياء، ونصبح أكثر شغفًا وتعلقًا بها، فتزداد قيمتها المعنوية تجاهها. وعندما يتم تدمير هذه الأشياء، يتعرض أصحابها لصدمة، كما لو أنهم فقدوا هويتهم، وهذا ما لاحظته مع ابني عند إخفائي للهايّة خاصته بعد تعلقه الشديد بها حتى عمر السنتين، حيث كان يدور حول نفسه ويبكي بحثًا عنها.
ومع ذلك، هناك العديد من الأوقات التي يتخلص بها الأشخاص من أشيائهم عن عمد، وذلك خلال المنعطفات الرئيسة في حياتهم. مثل ترك منزل الأهل والذهاب لمنزل الزوجية، ترك المنزل والانتقال للسكن الجامعي أو العكس. هنا يقنع الشخص نفسه أنه سيبدأ من جديد، وعليه التخلص من دروعه البالية لأو متعلقاته القديمة، ليظهر في صورة هوية جديدو وتعلق جديد.
كما تحدث التصفيات الرمزية عند رمي الآباء ملابس أطفالهم القديمة وألعابهم الزائدة. وهنا تبدأ المعاناة العاطفية بالظهور. هنا نبدأ نحن الأهل بالتراجع والتقهقر وتأخير إلقاء هذه الأشياء والتخلص منها، من خلال حفظ هذه الأشياء في المخزن أو السقيفة. لكن قد يتجاهل بعض الآباء هذا الشعور ويتخلصون من ممتلكات أطفالهم على الفور، دون أدنى شعور بالشفقة.
ولا يقتصر التعلق بالأطفال والمراهقين فقط، بل يقوم بها أيضًا الشباب وكبار السن. فكبار السن يكونون روابط تاه ممتلكاتهم الخاصة، كما يظهرون عواطف جيّاشة تجاه ما امتلكوه في شبابهم. يظهر ذلك في الموسيقى والكتب والأفلام التي عاصروها في شبابهم، وغيرها من أشياء. كما يميلون للأطعمة التي أحبوها وهم صغار. يقول روبرت شندلر في دراسته: "يميل الأطفال من الجنسين إلى الشعور بمشاعر قوية تجاه الأطعمة التي يحبونها عندما يكبرون. على الرغم من أننا لم ندرس الطعام، إلا أنني أتوقع أن يشعر كل من الرجال والنساء بالولع مدى الحياة بالأطعمة التي استمتعوا بها خلال شبابهم
يتكيف الناس بشكل عام تدريجيًا. أصبحت سيكولوجية الأشياء لدينا أكثر تعددًا، مع بناء الأجيال الجديدة على الأبحاث الراسخة التي أجراها علماء نفس المستهلك. فالمشاركون الأصغر سنًا يرون بسهولة ممتلكاتهم الرقمية على أنها امتداد لأنفسهم، تمامًا كما تراه الأجيال الأكبر سناً. أشياءهم المادية.
في علم النفس تم الاستناد أن المادية تؤثر في سلوكياتنا. كشفت الأبحاث عن وجود علاقة بين التمسك بالقيم المادية وأن تكون أكثر اكتئابًا وأنانية، وأن تكون لديك علاقات ضعيفة. لذا يدعو علماء النفس إلى ثورة في الثقافة الغربية، وتحويلنا من مجتمع يتمحور حول الشيء إلى مجتمع يتمحور حول الفرد. كما أن اكتساب الخبرات يجعل الناس أكثر سعادة من شراء المنتجات المادية. في دراسة أخرى، كان الأشخاص الماديون محبوبين بدرجة أقل من الأشخاص الذين بدوا أكثر اهتمامًا بالتجارب. "التعلق أمر طبيعي ويمكن أن يكون جيدًا"، كما يقول راسل بيلك، باحث المستهلك وعالم النفس بجامعة يورك في تورنتو. تصبح ممتلكاتنا جزءًا من ذواتنا الممتدة. ولدينا جميعًا أشياء تميز أنفسنا، تاريخنا وأحبائنا