هل كل من يدخل الجنة سينظر لوجه الله عز وجل

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم / فالراجح أن جميع أهل الجنة يرون الله تعالى في كل جمعة ، ولكن في غير الجمعة قد يرى بعض أهل الجنة الله تعالى حسب درجاتهم والله أعلم .
-فإن من أعظم نعيم أهل الجنة هو لذة النظر إلى وجه الكريم الله عز وجل، فبعد أن يتم الحساب ويُقضى يدخل أهل الجنة الجنة خلف النبي صلى الله عليه وسلم عندما يحرك حلقها فيقال: من؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: محمد فيقول: بك أمرنا ألا نفتحها لأحد من قبلك، فتفتح ويتهافت الناس على دخولها ويلقى كلًا أحبابه وأصحابه، ونرى الأنبياء والصالحين ونحيا فيها نعيمًا أبديًا متجددًا، حيث لا موت ولا شقاء، أسأل الله أن نكون وإياكم من أهل الجنة.

- بعدما يدخل المؤمنون الجنة ويستقرون فيها يناديهم الله تعالى فيغتسلون ويلبسون أجمل الثياب من سندس وإستبرق، قال الله تعالى: (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف، 31]،
- فيسألهم الله عز وجل عن ما يرغبون ليزيدهم وينعمهم، فيقولون ربنا ألم تدخلنا جنتك؟ ألم ترضى عنا؟ فيسألهم الله تعالى مرة أخرى فيقولون ربنا أرنا وجهك العظيم، فيكشف الحجاب ويكون ذلك أحب ما أعطي أهل الجنة.
- عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله - تبارك وتعالى - تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟، ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار؟، قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل -) رواه مسلم.

- ولم يذكر أو يرد نص في أن هناك من يُستثنى من أهل الجنة من رؤية وجه الله تعالى؛ وبناءً على ذلك فإن أهل الجنة جميعهم يرون الله تعالى.

- وكما أن أهل الجنة لا يرون الله تعالى مرة واحدة فقط؛ إنما كل يوم جمعة يكون اجتماع الله تعالى وتبارك اسمه مع الأنبياء والشهداء والصالحين وجميع أهل الجنة.
  
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل وفي يده كهيئة المرآة البيضاء، فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة... وهو سيد الأيام، ونحن نسميه يوم المزيد، قلت: يا جبريل، ما المزيد؟، قال: ذلك أن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة من أيام الآخرة يهبط الرب تبارك وتعالى عن عرشه إلى كرسيه، وحف الكرسي بمنابر من نور فيجلس عليها النبيون، وحف المنابر بكراسي من ذهب فجلس عليها الشهداء، ويهبط أهل الغرف من غرفهم، فيجلسون على كثبان المسك، لا يرون لأهل الكراسي والمنابر عليهم فضلا في المجلس، ويبدو لهم ذو الجلال والإكرام، فيقول: سلوني، فيقولون: نسألك الرضا يا رب ، فيقول: رضائي أحلكم داري، وأنالكم كرامتي، ثم يقول: سلوني، فيقولون بأجمعهم: نسألك الرضا، فيشهدهم على الرضا، ثم يقول: سلوني، فيسألونه حتى ينتهي كل عبد منهم، ثم يفتح عليهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) رواه الطبراني، وحسنه الألباني.

- وعن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة لسوقا، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم، والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا). أخرجه مسلم
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله :
" يجوز أن يكون هذا الحديث مختصرا من بقية الأحاديث بأن سبب الازدياد " رؤية الله تعالى " مع ما اقترن بها، وعلى هذا فيمكن أن يكون " نساؤهم المؤمنات " رأين الله في منازلهن في الجنة " رؤية " اقتضت زيادة الحسن والجمال - إذا كان السبب هو الرؤية كما جاء مفسرا في أحاديث أخر - "

- وقال أيضا:
" الرؤية المعتادة العامة في الآخرة تكون بحسب الصلوات العامة المعتادة، فلما كان الرجال قد شرع لهم في الدنيا الاجتماع لذكر الله ومناجاته وترائيه بالقلوب والتنعم بلقائه في الصلاة كل جمعة ، جعل لهم في الآخرة اجتماعا في كل جمعة لمناجاته ومعاينته والتمتع بلقائه.
- ولما كانت السنة قد مضت بأن النساء يؤمرن بالخروج في العيد، حتى العواتق والحيض، وكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عامة نساء المؤمنين في العيد: جعل عيدهن في الآخرة بالرؤية على مقدار عيدهن في الدنيا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 420) .