بالتأكيد يتغير، فجنسنا البشري لم يكن فيما مضى كما نحن عليه الآن وشكلنا قد مر بتغييرات، ومن هذه التغييرات ما هو عالمي وبعضها الآخر إقليمي.
المدهش في الأمر أنَّ التغييرات والتطورات التي تحدث لجسم الإنسان لم تكن على دفعة واحدة وإنما تحصل تدريجياً على مر سنوات عديدة. بالإضافة إلى أنَّ حدوث أي تغيير في الجسم يعتمد على عامل مختلفة والمناخ يُعد أهم العوامل التي تؤثّر في الخصائص الفيزيائية للجسم.
- سأذكر لك في ما يلي أهم وأكثر التغييرات وضوحاً، والتي حصلت في جميع أنحاء العالم.
تغير الجسم والاتجاه نحو أجسام أصغر:
نحن الآن نبدو بشكل أقصر وأخف وزنا وأصغر حجمًا مما كان عليه أسلافنا قبل نحو 100000 عام.
حيثُ كان الانخفاض تدريجيًا ولكنه كان ملحوظًا. ومع ذلك، لوحظ بأنَّ هناك بعض الانعكاس الطفيف لهذا الاتجاه في القرون القليلة الماضية حيث بدأ متوسط الارتفاع في الزيادة.
الحقيقة بأنَّ العوامل التي قد تؤثر على حجم الجسم معقدة. فهي تنطوي على تفاعلات بين البيئة وعلم الوراثة وممارسات نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتقنيات.
- التغيُّر في حجم الدماغ، والاتجاه نحو أدمغة أصغر:
فأدمغتنا الآن أصغر ما كانت عليه في أي وقت خلال المائة ألف عام الماضية. وحسب الدراسات فإن معظم هذا الانخفاض حدث في آخر 6000 سنة، ويرتبط هذا جزئيًا بانخفاض حجم الجسم الذي حدث أيضًا خلال هذه الفترة. ومع ذلك، من المحتمل أيضًا أن تكون هناك عوامل أخرى.
* التغييرات التدريجية في حجم الدماغ منذ 100000 عام:
- يبلغ متوسط أدمغتنا الآن حوالي 100-150 سم مكعب أقل مما كانت عليه عندما ظهر جنسنا لأول مرة.
- قبل 100000 عام/ متوسط حجم المخ: 1500 سم مكعب.
- منذ 12000 سنة/ متوسط حجم المخ: 1450 سم مكعب.
- اليوم/ متوسط حجم المخ: 1350 سم مكعب.
التغيّر في الأسنان وحجم الفكين يتجه لأن يكون أصغر:
بقي الاستمرار نحو فكين أصغر، حتى أنّه ليس لدى بعض الناس اليوم مساحة كافية في فكهم لتناسب الأضراس الثالثة أو ضروس العقل.
وقد حدثت هذه التغييرات بما يتناسب مع انخفاض حجم الجسم. بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى منها التغييرات الغذائية والتقنيات قد أحدثت دورًا رئيسيًا على مدى 10000 عام الماضية.
وعلى الرغم من ذلك، يتبين وجود انعكاسٍ طفيفٍ جدا في هذا الاتجاه في القرن الماضي حيث زاد حجم الأسنان. ويرتبط هذا جزئيًا بإدخال مادة الفلورايد، التي تزيد وتكثف من طبقة مينا الأسنان، مما يجعل الأسنان أكبر قليلاً.